الخطاب الوجداني في القرآن الكريم وأثره في التفكير والتربية الإبداعية

(Affective Discourse in the Nobel Quran and its Effect on Creative Thinking and Education)

الملخص

                                                 ملخص البحث

أهدى الله سبحانه وتعالى البشرية كتابًا شاملاً كاملاً في تشريعاته، وجمالياته، وألفاظه، ومعانيه، وتفاصيله الإنسانية، وتجلياته الأسلوبية؛ التي جاء تأثيرها الوجداني في قلوب الناس؛ فعنهُ يقول المولى تبارك وتعالى: ((اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ)) [الزمر: 23]؛ إذ لامس أفئدتهم، وسرى في أرواحهم، فاستمالهم ولانت لهم؛ لِما تضمَّنه من معاني الحب والرحمة والحق والعدل والحنان والرأفة؛ وإذ لم يعد ممكنًا اليوم حبسُ الأطفال والناشئة في بيئة مغلقة محصورة ثقافيًّا وتربويًّا، وبات من العسير إخضاعهم لنمط خاص من التوجيه والتعليم؛ بُغية ضمان توجههم التربوي بعد أن شهد العالم المعاصر ثورة المعلوماتية والاتصالات التي جعلت النشء في مواجهة فيض من الخطابات التي تبث عبر المواقع الإلكترونية؛ صرنا في بحاجة ماسة إلى الرجوع إلى الخطاب القرآني الذي علَّم الإنسان، وأقنع البشرية، وحقَّق أهداف الدعوة الإسلامية، ولا سيما الخطاب الوجداني فيه؛ الذي استأثر بقلوب الناس، وقادهم إلى المعرفة العقلية، والإيمان، واليقين، وهو أحسن ما حثنا الباري سبحانه على استعماله قولاً: ((وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن))  [الإسراء: 53]، وفعلاً: ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)) [فصلت: 34]، وعليه؛ يهدف هذا البحث إلى الاستفادة من الخطاب الوجداني في القرآن الكريم، ومحاولة تطبيقه سلوكًا تأثيريًّا تحفيزيًّا في تربية الأجيال؛ لحثهم على النظر والتفكير الإبداعي المنتج، ويتوسَّل البحث المنهجين الوصفي والمقارن؛ للإجابة عن سؤال: كيف يؤثر الخطاب الوجداني في القرآن الكريم على التفكير والتربية الإبداعية للأجيال في واقعنا المعاصر؟ ومن ثم؛ التوصل إلى نتائج وتوصيات يفيد منها الدارسون والمهتمون في مجال الخطاب القرآني التربوي، ولا سيما موضوع ربط التربية الإبداعية بالقرآن الكريم.

الكلمات المفتاحية: الخطاب الوجداني، القرآن الكريم، التفكير، التربية الإبداعية، النشء، الأجيال.