أزمة التعليم في العالم الإسلامي: قراءة نقدية

(The Education Crisis in the Islamic World: A Critical Reading)

الملخص

                                                 ملخص البحث

تكمن أزمة التعليم في العامل الإسلامي اليوم في الجمود الذي أصاب العملية التعليمية في العالم الإسلامي، ويأتي هذا الجمود على مستويين؛ أولهما جمود تقليدي، وثانيهما جمود حداثي، ويمثل الأول التقليد الديني الذي يريد أن يقتفي أثر الأولين في كل صغيرة وكبيرة، وهذا الاتجاه يحرم نفسه من كل جديد ولو كان نافعًا، وليس في الدين الإسلامي ما يلزمنا باقتفاء أثر الأولين إن نحن وجدنا ما هو أفضل منه لصالح ديننا ودنيانا، بل إن الدين الإسلامي قد أمرنا بالنظر والتأمل والتعقل في كثير من نصوصه - قرآنًا وسُنَّةً - كيلا نقع في أسر فكري، ويمثل المستوى الثاني "الجمود الحداثي" تيار التقليد الأعمى الذي يرى الغرب قدوة حسنة في كل شيء من دون تمييز أو تدقيق، ويشمل هذا التيار أيضا طائفةً تدعي أنها إسلامية معاصرة تريد التمسك بالدين، فتتمسك بقشوره، مع حرصها الشديد على اتباع ركب الحضارة الغربية الحديثة، ويرى البحث أن كل من أراد تقليد الغرب - سواء أتمسك بظاهر الدين الإسلامي أم رفضه رفضًا مطلقًا - ناب عن الغرب في نشر ثقافته وفلسفة حياته بين شباب الأمة الإسلامية، وهذا يصيب شباب الأمة بالانفصام، وهو من أسباب تأزُّم التربية والتعليم في عالمنا الإسلامي، ولإنقاذ العملية التعليمية في العالم الإسلامي اليوم ينبغي لنا رسمُ فلسفة المناهج التربوية وفق الرؤية الإسلامية الصحيحة، ثم النظر إلى ما أحرزه الغرب في الوسائل والإستراتيجيات والتطبيقات التي يمكن أن نفيد منها من دون التأثر بالمنهج الغربي أو النظر إلى فلسفته، وقد اتبع الباحث المنهج النقدي في قراءة المنهج التعليمي المتبع في عالمنا الإسلامي المعاصر، ومن خلاله صاغ رؤيته، وقدَّمها في ثنايا هذا البحث.

الكلمات المفتاحية: التعليم، الأزمة، المشكلة، الرؤية، الإسلام، الفلسفة، المناهج.