دور الأديان في بناء حضارة الإنسان: الدين الإسلامي أنموذجًا

(The Role of Religions in Building Human Civilization: The Religion of Islam as a Model )

الملخص

يثير البحث إشكالية التّدين في ضوء التقدم المادي للإنسان الذي يميل إلى ترك الأديان والتخلي عنها والبحث في الوقت نفسه عن قيم روحية تضمن كرامته، فلا شكَّ في أن الحضارة المادية أفرزت مشاكل روحية أصبح معها الإنسان المعاصر يبحث عن الدين القيّم الذي يضمن كرامته وتقدمه المادي في آنٍ معًا، وقد جاء هذا البحث ليبين حقيقة الدين الذي يُدرك معنى الإنسانية حقيقة بهدف بيان ما تضطلع به الأديان لقيام حضارة الإنسان، ومنها الدين الإسلامي دينًا خاتمًا للإنسانية جمعاء، وقد توسّل البحث المنهج الوصفي التحليلي؛ ليثير موضوعات التمدّن والتحضر والمعاصرة والقدرة على التدين في ضوء التقدم المادي الصناعي والتقاني، وبيان علاقة الأديان بالاجتماع الإنساني، وجوانب من علاقة الدين بالحضارة أيضًا، وقد خلص البحث إلى أن الإنسان بوصفه خليفة الله في الكون؛ كان بناء أيِّ حضارة في الأرض يعني بناءه حقيقة؛ لكي يليق بتلك الحضارة وصف الإنسانية، وإن الاقتصار على الجانب المادي في الحضارة يؤدي إلى قيام حضارة المادة لا غير، أو الجزء المادي للإنسان الذي يغيب فيه الجزء المعنوي الخاص بالروح والسلوك؛ لذا تظهر أهمية الأديان في ضبط التحضر المادي للإنسان في ظل فهم حقيقة الإنسان وحقيقة وجوده، فهي روح التحضر الإنساني، وقدرتها على تحقيق ذلك هو ما يدعو إليه الدين الإسلامي الذي كانت دعوته أساسًا الإصلاح في الأرض بما يعني العمران والرقي والحضارة.

الكلمات المفتاحية: الدين، الحضارة، الإنسان، العلوم، المادة، الروح، الإسلام.