النزول الجملي للقرآن الكريم بين توقيفيّة الاجتهاد وتوفيقيّته دراسة نقديّة

(The Wholesome Revelation (al-Nuzūl al-Jumalī) of the Qur’an between Suspensive and Accommodative Ijtihad: A Critical Study)

الملخص

من المعلومات المتوارثة عن مصادر علوم القرآن الكريم قديمها وحديثها مسألة "نزول القرآن"، ويقسمه علماء التفسير وعلومه إلى قسمين؛ قسم مفرَّق أو منجّم عليه صريح آيات القرآن ودلالات السُّنة، وقسم جُملي اعتَمد في القول به جميع المفسّرين على مأثورٍ عن حبر الأمّة ابن عباس، وأعطوه حكم المرفوع؛ زعمًا أنه لا يقول به من غير سماع؛ لأنه من المسائل التي لا يُجتهد في مثلها، فيتعامل علماء التفسير مع هذا القسم الأخير معاملةَ "توقيفيِّ الاجتهاد" الذي يُحظَر أن يكون لعالم فيه رأيٌ آخر، أو يصدر فيه اجتهاد آخر، وحكى بعضهم الإجماع عليه، فجعلوا باب الاجتهاد فيه مسدودًا على الرغم من أنّ هذا المأثور المرويّ عن ابن عباس يتساوى فيه احتمال التوقيف والتوفيق معًا، فيجوز الاجتهاد وإبداء رأي آخر فيه؛ لذا يهدف هذا البحث إلى التدقيق في صحة توقيفيّة النزول الجملي للقرآن، وإبراز ما يحوم حوله من الشبهات، وذلك باتباع منهجين أساس؛ أولهما المنهج الاستقرائي يوظَّف في استقراء المقالات والمنشورات المكتوبة في قضية النزول الجملي وما يترتّب عليه، والآخر المنهج التحليلي يُستخدم في تحليل أقوال العلماء في المسألة وانتقادها عند الحاجة، ثم الترجيح بين الآراء قدر الإمكان.

الكلمات المفتاحية: النزول الجملي، النزول المنجمي، توقيفيّة النزول الجملي، توفيقيّة النزول الجملي.