تجديد الخطاب الدعوي: ضروراته الشرعية ومشروعاته الإصلاحية

(Renewal of Da’wah Discourse (al-Khiṭāb al-Da’awī): Its Legitimate Necessities and Reform Projects )

الملخص

مُلخّص البحث

فكرة تجديد الخطاب الدعوي من الدعوات الملحة التي تشغل أذهان العلماء والمفكرين على اختلاف مشاربهم السياسية والدينية اليوم، وقد ناقش هذا البحث هذه الفكرة، فبيَّن المفهوم المناسب لمعنى تجديد الخطاب الدعوي في ضوء القضايا المستجدة التي تحتاج إلى معاجلة بالخطاب الدعوي، وأوضح أن دائرة الخطاب الدعوي ليست محصورة في الخطابة كما يزعم بعضهم، وإنما تتسع لتشتمل على الخطبة، والدرس، والمحاضرة، والشريط الدعوي، والكتاب والكتيب، والفتوى، والشعر، والقصة، والخطاب المقروء في مقال، والمذاع في تلفاز أو مذياع، أو منشور في شبكات التواصل الاجتماعي، وبيَّن البحث أيضًا أن تجديد الخطاب الدعوي تقتضيه روح الإسلام، ومقاصده العامة وواجباته الشرعية، وتحصين عقيدة الأمة وحماية أفرادها من ظاهرة الغلو والتكفير، والأفكار الهدامة التي يحملها الغزو الفكري من أعداء الأمة، وأكَّد على أن هذا التجديد يجب أن يكون بعيدًا عن التعصب المذهبي، أو الأغراض الدنيوية التي تشوه الدين، وركَّز على وضع برنامج إصلاحي لتجديد الخطاب الديني يتمثل في برنامج إصلاحي للفرد نفسه، وبرامج تتعلق بمهارة الداعية، وبرامج خاصة بالدولة نحو الدعاة، وأوصى الباحث بضرورة تجديد الخطاب الديني على مراحل؛ ليكون مواكبًا قضايا الأمة ومتطلبات العصر، وإعداد ورش عمل يشارك فيها الخبراء والمتخصصون لمراجعة مناهج الكليات التي تخرج الدعاة حتى يكونوا مؤهلين للخطاب الدعوي، قادرين على التأثير في مستمعيهم، وتتبَّع البحث الأقلام التي قدمت صورًا تقلل من شأن الدعاة، أو السخرية منهم في المجلات والمقالات والمواقع الشابكية بكل أشكالها، مع تفنيدها، والرد عليها بأسلوب علمي بعيد عن العواطف، أو التعصب الفكري والمذهبي، وإنشاء رابطة عالمية للدعاة يتبادل فيها الدعاة الرأي، والشورى، ونقل الخبرات، ورفع منهج الوسطية.

الكلمات المفتاحية: تجديد، الخطاب الدعوي، إصلاح، ضرورة.