تاريخ الفقه الإسلامي في مرآة المستشرقين نظرية تأثير القانون الروماني في الفقه الإسلامي نموذجا <br> History of Islamic Law in the Mirror of The Orientalists

Authors

  • أنكة إيمان بوزنيتة (Anke Iman Bouzenita) أستاذة مساعدة في قسم الفقه وأصول الفقه، بالجامعة الإسلامية العالمية بكوالا لمبور، ماليزيا.

DOI:

https://doi.org/10.31436/attajdid.v11i21.227

Abstract

مقدمة

لا يَخفى أن العلم والبحث العلمي والنشاط الفكري أمور ليست بمعزل عن الظروف الثقافية والاقتصادية والسياسية العامة المحيطة بها؛ إذ إن نوعية الأسئلة المطروحة وإطارها وأسباب معالجتها كثيراً ما تؤثر في الجواب، فتأتي كيفية النظر إليها ونتيجة البحث في إطار رؤية مقررة مسبقا. وكثيراً ما استُغل الباحثون والمتخصصون لأهداف لا تخدم مجال المعرفة العلمية ذاتها، مما يدفع للتساؤل حول بحوث معينة ونتائجها، وهذا ما يظهر في دراسات المستشرقين حول الفقه الإسلامي وتاريخه.

ولا شك أن المؤلفات حول نظريات المستشرقين عن تأثير القانون الروماني في الفقه الإسلامي عديدة ومعروفة، كما أن ردود الباحثين المسلمين عليها متوفرة، وهذا ما يدفع للتساؤل حول فائدة البحث في هذه القضية مجدداً، إذ الكلام حولها كلام معاد ومكرور، كما أن الموقف الإسلامي فيها واضح ومعلوم وموثق.

ومع ذلك يحاول هذا المقال دراسة مواقف المستشرقين من تاريخ الفقه الإسلامي من خلال مناقشة "نظرية تأثير القانون الروماني على الفقه الإسلامي" بصورة خاصة، بغية التعرف على طبيعة منهجهم في الاستدلال. ولا يخفى أن تناول الجزئيات المكررة، والإشارة إلى عدم كفاءة المستشرقين في العلوم الإسلامية لا يفيدنا بشيء، بقدر ما يفيدنا البحث في مدى تأثر المسلمين بآرائهم ومنهجهم.[1] ولذلك لا بد من البحث في الموضوعية العلمية والمنهجية النقدية عند المستشرقين، حيث قلبوا رأساً على عقب كل مسلمات الموقف الإسلامي في مقتضيات البحث العلمي؛ لأن المطلوب من طالب العلم الذي يتحلّى بموضوعية علمية حسب مقاييس الاستشراق ألاّ يؤمن بالإسلام وعقائده؛ إذ إن كل مَنْ يعتقد أن القرآن كلام الله يفقد في نظرهم صفة الموضوعية، وسمة العلمية؛ وألاّ يأخذ الإسلام من مصادره الأصلية، بل عليه أن يعتمد على مصادر غير القرآن والسنة، لتثبيت "الواقع التاريخي"؛ وألاّ يدعو إلى الإسلام ديناً، بل يعتبره ظاهرة من ظواهر الماضي التاريخي والثقافي لا علاقة لها بالواقع؛ وألاّ يتدين بالإسلام؛ وإلا عُدَّ غير موضوعي، بينما يعد المسيحي أو اليهودي موضوعياًّ بالطبع، سواء بحث في الثقافة الإسلامية أو في ثقافته الخاصة، أو في غيرهما من الثقافات. والمطلوب من المسلم الذي يبحث في بيئة أكاديمية غربية التجرد من العقيدة الإسلامية أثناء البحث.[2]

سنبين من خلال المباحث الآتية المنهاج والبناء الفكري للاستشراق الكلاسكي من حيث موضوعيته المزعومة وكيفية استدلاله. وسنعالج في هذا الصدد الإطار التاريخي والسياسي لنشأة بحوث المستشرقين في الفقه الإسلامي وأصوله، ومظاهر نوع التشابه المزعوم بين النظامين التشريعيين الإسلامي والروماني، كما سننظر في نظريات المستشرقين حول طرق التأثر.  


[1] وبالتالي لا يحاول هذا البحث الموجز التعرض لكل التفاصيل ونقدها، والرد على كل الاتهامات والشبهات، وإنما يركز على بيان الخطوط المنهجية التي وجهت دراسات المستشرقين في هذا الشأن. ومن أجل ذلك تجنبت الكاتبة  ذكر معلومات وتفاصيل لا حاجة للقارئ البصير إليها، كما تركت بعض العبارات المسيئة التي تمس الإسلام والمسلمين كما هي، من غير تجميل ولا تغيير لتقديم الصورة الكاملة عن الجو الأكاديمي الاستشراقي الكلاسيكي.

[2] Ghorab, Ahmad, Subverting Islam, The Role of Orientalist Centres (Londpn, Minerva Press 1994), p. 19.

Downloads

Download data is not yet available.

Downloads

Published

2007-06-01

How to Cite

بوزنيتة (Anke Iman Bouzenita) أ. إ. (2007). تاريخ الفقه الإسلامي في مرآة المستشرقين نظرية تأثير القانون الروماني في الفقه الإسلامي نموذجا &lt;br&gt; History of Islamic Law in the Mirror of The Orientalists. At-Tajdid - Intellectual Refereed Journal, 11(21). https://doi.org/10.31436/attajdid.v11i21.227