ندوة عالمية عن العلوم في العالم الإسلامي المعاصر كوالالمبور: 9-10 يناير 2008
Abstract
مقدمة
يمثل النهوض بالعلوم الطبيعية وتطبيقاتها التقانية وإشاعة الروح والمناخ الكفيلين بترسيخهما في البلدان الإسلامية واحدًا من التحديات الكثيرة التي ما انفكت تواجه المسلمين منذ عقود عديدة من الزمن. فالعلم والتقانة يمثلان في أذهان الكثيرين، بل لدى غالب الفئات، شرطًا ضروريًّا – إن لم يكن الشرط الأول – لأية نهضة اجتماعية وتقدم اقتصادي وقوة سياسية؛ فكم كتب الكاتبون وتحدث المتحدثون من الساسة والمفكرين والباحثين الجامعيين وغيرهم عن "نقل" العلم والتقانة و"توطينهما" في مجتمعات المسلمين. ولكن يبدو أن دون بلوغ تلك الغاية خرطَ القتاد، فواقع الحال في الأغلبية الساحقة من البلدان الإسلامية لا يكاد يبشر بتوفر الشروط الدنيا لذلك أو بأنها يمكن أن تتوفر في مستقبل قريب، مهما كانت المعايير أو المؤشرات المعتمدة لقياس أوضاع العلوم والتقنية في العالم الإسلامي متسامحة. ولا شك أن أسبابًا وعوامل كثيرة متشابكة ومتبادلة التأثير تكمن وراء هذا الواقع، وأن تحليلها والكشف عنها يحتاج إلى جهود علمية متضافرة ومداخل منهجية متعددة تتناول الإشكالية من جوانبها وأبعادها كافة، ولا تكتفي بالتعامل معها من أفق أحادي النظرة.