كلمة التحرير

Abstract

إنَّ العلاقة الجدلية بين العالم الإسلامي والغرب قد تدثَّرت في كلياتها بكثير من المفاهيم العدائية، التي وثَّقت لها أدبيات الحضور الإسلامي في أسبانيا، والحروب الصليبية في الشرق الأوسط، والتوسع العثماني في جنوب شرق أوروبا. وفي ضوء تلك المشاهد السياسية قادت القراءات التاريخية التي صاغها رجال الكنيسة وعلماء اللاهوت إلى تشكيل التصور الغربي الأوروبي للإسلام والمسلمين وفق منظومة كنسية تقضي بأنَّ الإسلام "دينٌ شيطانيٌّ رجيمٌ، أبرز صفاته النفاق، والتجديف، والغموض، وأنَّ محمداً نبيٌّ كذَّاب، داعية تفرقة، وتهيمن عليه الشهوانية والنفاق."[1]وبذلك حجب علماء اللاهوت والمحافل الكنسية عامة الشعب الأوروبي من معرفة الجوانب المشرقة في الحضارة الإسلامية، ومدى قدرتها على التواصل مع الآخر؛ لأنَّهم كانوا يعيشون في حالة عدم ثقة بالنفس، نسبة لعجزهم عن بث تعاليم المسيحية بالطريقة التي ينشدونها، أمام المد الإسلامي الكاسح في إقليم البلقان المسيحي، وبعضاً من أجزاء أوروبا الغربية

[1] لويس، برنارد وسعيد، إدوارد، الإسلام الأصولي في وسائل الإعلام الغربية من وجهة نظر أمريكية (بيروت: دار الجيل)، ص35.