أنماط الحبّ في القرآن الكريم: نظرة إجمالية <br> Kinds of Love in the Qur`an: An Overview

Authors

  • مدثر عبد الرحيم الطيب نصر (Muddathir Abdel-Rahim) أستاذ كرسي العلوم السياسية والدراسات الإسلامية بالمعهد العالمي للفكر والحضارة الإسلامية، بالجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا. وكان قد أسهم بهذا البحث في المؤتمر العام الرابع عشر لأكاديمية مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي الذي عقد بالأردن (فندق البحر الميت) في شعبان 1428/سبتمبر 2007، وخصص للنظر في "الحب في القرآن الكريم".

DOI:

https://doi.org/10.31436/attajdid.v12i24.197

Abstract

مقدمة:

المحبّة - كما يقول الهجويري - معروفة بين جميع أصناف الخلق، ومشهورة بجميع الألسنة، ومتداولة في جميع اللّغات.[1]

ولكن النّاس قد اختلفوا - وما زالوا مختلفين - في تعريف الحبّ أو المحبّة: وذلك لتباين تصوّراتهم لطبيعة الحبِّ وكُنْهِه من جهة، ثم لتعدّد الأهداف أو اختلاف المقاصد التي يرمون إليها إذ يتحدّثون عنه من جهة أخرى. فالرّاغب الأصفهاني، مثلاً، يُعرِّف المحبّة بقوله إنّها ميل النّفوس إلى ما تراه أو تظنّه خيراً، ثمّ يمضي فيقول إنّها على ثلاثة أوْجُهٍ: محبّةٍ للذّة أو الشّهوة - كمحبّة الرّجل المرأة أو الطّعام، كما في قوله تعالى }ويطعمون الطّعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً{ (الإنسان: 8)، ومحبّةٍ للنّفع أو الفائدة - كما يكون بين التّجار وأصحاب الصّناعات المهينة، أو كما في قوله تعالى: }وأخرى تحبّونها نصرٌ من الله وفتحٌ قريبٌ{ (الصف: 13)، ومحبّةٍ للفضل - كمحبّة أهل العلم بعضهم لبعض لأجل العلم. ثمّ يضيف الأصفهاني قوله إنّ المحبّة رُبَّما فُسِّرتْ بالإرادة – كما في قوله تعالى: } فِيْهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا { (التوبة: 108)، معلقاً بأنّ ذلك ليس كذلك إذْ أنَّ المحبَّة، في رأيه، أبلغُ من الإرادة: فكل محبّة إرادةٌ وليس كل إرادةٍ محبّة مستشهداً بقوله عزّ وجل: } إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ { (التوبة: 23) أي آثروه عليه إذحقيقة الاستحباب، كما يقول: إن يتحرَّى الإنسان في الشّيء أن يحبّه. ثمّ يمضي الأصفهاني فيقف عند قوله تعالى: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ{ (المائدة: 54) مشيراً إلى أنّ محبّة الله تعالى لعبده إِنعامه عليه، بينما محبّة العبد لربِّه طلب الزُّلفى لديه.[2]


[1] الهجويري، كشف المحجوب. ترجمة د. إسعاد عبد الهادى قنديل (بيروت: دار النهضة، 1980م)، ص551.

[2] الأصفهاني، الرَّاغب، المفردات في غريب القرآن (القاهرة: المطبعة الميمنية، 1906م)، ص103-104. وتجدر الإشارة إلى أن الأصفهاني يجعل أصناف المحبّة أربعة، لا ثلاثة، إذ يعرض للموضوع في كتابه الآخر، "الذريعة إلى مكارم الشريعة"، وذلك بإضافته صنفا يقول إنه "يكون مركبا من ضربين كمن يحب آخر للنفع وذلك يحبه للشهوة". "الذريعة  إلى مكارم الشريعة" (بيروت: دار الكتب العلمية، 1980م)، ص252.

Downloads

Download data is not yet available.

Downloads

Published

2008-12-01

How to Cite

نصر (Muddathir Abdel-Rahim) م. ع. ا. ا. (2008). أنماط الحبّ في القرآن الكريم: نظرة إجمالية &lt;br&gt; Kinds of Love in the Qur`an: An Overview. At-Tajdid - Intellectual Refereed Journal, 12(24). https://doi.org/10.31436/attajdid.v12i24.197