سنن الهُدى في القرآن الكريم وأثرها في حياة الإنسان (معالم أولية للتصور المعرفي في الإسلام) <br> The Modes of Guidance in the Qur`ān and their Impact on Man’s Life

Authors

  • إبراهيم شوقار (Ibrahim Shogar) دكتوراه في معارف الوحي، أستاذ مساعد بكلية العلوم - الجامعة الإسلامية العالمية - ماليزيا

DOI:

https://doi.org/10.31436/attajdid.v12i24.191

Abstract

مقدمة

منذ القدم ظلت الظواهر الطبيعية تثير فضول الإنسان ودهشته واستغرابه، لتدفعه إلى النظر والتأمل في الكون، بحثاً عن تفسير لتلك الظواهر من أجل غايات شتى، دون اهتداء إلى منهج واضح لتحقيق ذلك المسعى في كثير من الأحيان. وقد حفل القرآن بدعوة الناس إلى البحث العلمي والكشف عن أسرار الله في الوجود لغايات ثلاث: الأولى الاستفادة من نعم الله المبثوثة في الكون بإدراك سننها الحاكمة،[1] والغاية الثانية الاعتبار بوقائع التاريخ من خلال التدبر في أيام الله في الأمم، ومعرفة عوامل نهوضها وأسباب انحطاطها،[2] لاستخلاص الدروس والعبر منها. أما الغاية الثالثة فهي تحقيق الإيمان بالله تعالى وتعميقه في القلوب،[3] وهذه هي الغاية العظمى التي بُعثت من أجلها الرسل والأنبياء وأنزلت الكتب. فكأن هذه الغايات الثلاث يشير بها القرآن إلى أهم أنواع المعارف التي بها يدرك الإنسان غايته في الوجود ورسالته فى الحياة: معارف قيمية تهدف إلى تزكية النفس وتطهيرها من الرذائل، ومعارف علمية تهدف إلى تفسير حركة الظاهرة الطبيعية وتسخيرها، وثالثة إنسانية تهدف إلى تنمية روح الحضارة في الإنسان. وبذلك يشير المنهج القرآني بوضوح إلى أن تكامل المعرفة بناء على هذه الأنواع الثلاثة من المعرفة وتوازنها أمر ضروري لأداء الإنسان رسالته في الحياة.


[1] كما يشير إليه قوله تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾ (لقمان: 20). فتسخير الشيء يقتضي معرفة وجه الانتفاع به، لذلك أمر الله تعالى بالسير والنظر لكشف السنن الحاكمة لطبائع الأشياء، الدالة على حكمة صانعها، لأجل الانتفاع به على الوجه الأكمل.

[2] كما يشير إليه قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ* ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلاَئِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ﴾ (يونس: 13-14).

[3] كما جاء في قوله تعالى: ﴿ (أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (النمل: 86)

Downloads

Download data is not yet available.

Published

2008-12-01

How to Cite

شوقار (Ibrahim Shogar) إ. (2008). سنن الهُدى في القرآن الكريم وأثرها في حياة الإنسان (معالم أولية للتصور المعرفي في الإسلام) &lt;br&gt; The Modes of Guidance in the Qur`ān and their Impact on Man’s Life. At-Tajdid - Intellectual Refereed Journal, 12(24). https://doi.org/10.31436/attajdid.v12i24.191