كلمة العدد / Editorial Words
Abstract
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة التحرير
اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد أن ترضى، اللهم لك الحمد كالذين قالوا خيراً مما نقول، ولك الحمد كالذي تقول، ولك الحمد على كل حال، اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض، وأنت بكل شيء عليم، وسبحانك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛
فنقف في هذا العدد الثاني من شهر ديسمبر 2021م لمجلة الدراسات اللغوية والأدبية على مفترق طرق يذهب بنا إلى آفاق عميقة تتناول اللغة العربية وآدابها؛ إذ إن من خصائص المنشورات العلمية اللغوية الموثوقة أن تتناول قضايا حيوية وملحة في اللغة والأدب تتعلق بالقراءة والمفكرين والباحثين من جانب الحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية، وتتطرق إلى الدراسات اللغوية في مجال التعليم والمعجم الإلكتروني، والترجمة والدلالة والاقتراض اللغوي والتحليل النصي، وفي الدراسات الأدبية في مجال الأبعاد النفسية والقيم الفنية في ميمية الإمام البوصيري، والإبداع السردي في السيرة الذاتية.
تضمنت المقالات اللغوية موضوعات حيوية تتعلق بموضوعات شتى، ومنها المقال الأول المعنون: طرق تعليم مهارة المحادثة لغير الناطقين بالعربية في ضوء المعاصرة؛ إذ تناولت هذه الدراسة طرق تعليم مهارة المحادثة لغير الناطقين بالعربية في ضوء المعاصرة، وتطرقت الدراسة للمشكلات التي قد تواجه متعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها في اكتساب مهارة المحادثة؛ وتوصلت إلى أن المشكلات المتعلقة بالمنهج الدراسي تتعلق بافتقار أهداف تعليم اللغة للواقعية وعدم قابليتها للقياس، وعدم مراعاة الكتب للتكامل بين المهارات اللغوية الأربعة، وبين الكفايات الثلاثة؛ أما المقال الموسوم بـــ: صِيَاغَةُ التَّراكِيبِ النَّحْوِيَةِ لِتَعْلِيْمِ اللُّغةِ العَرَبِيَةِ لِلْنَاطِقِيْنَ بِغَيْرِهَا: سُورَةُ " العَلَقِ" نَمُوذَجاً، فقد هدف إلى عرض هذه التراكيب وكيفية صياغتها، ومن ثَمّ استنباط أسس في تعليم النحو للناطقين بغير العربية. وتوصلت الباحثة لهذا المقال إلى أنه من الممكن الاستفادة من تراكيب القرآن الكريم وتطبيقها في تعليم النحو العربي للناطقين بغير العربية، وكذلك الاستفادة من أوجه الشبة بين حال المتلقي ومستوى المتعلم في مجال النحو؛ أما المقال الذي بعنوان: المناهج المستعملة في صناعة المعاجم العربية الإلكترونية، فتناول القضايا المتعلقة بصناعة المعاجم الإلكترونية العربية؛ وتوصل الباحثان فيه إلى أهمية الحاسوب وأهم طرق الحوسبة عند بناء المعاجم العربية الإلكترونية، والخطوات المنهجية، والأساليب الأساسية عند بناء المعجم العربي الإلكتروني الحديث؛ أما المقال الموسوم بـــ: دراسة حول ترجمة المشترك اللفظي في القرآن الكريم إلى اللغة الصينية: لفظ فتح أنموذجاً؛ فأشار فيه الباحث إلى الدراسة التحليلية المقارنة لأساليب الترجمة التي طبقها كلا من"محمد مكين 马坚" و"وانغ جينغ تجاي王静斋" عند ترجمة أحد ألفاظ المشترك اللفظي وهو لفظ"فتح"في القرآن الكريم إلى اللغة الصينية، وخلص البحث إلى أن المترجمين قد أخذا بعين الاعتبار المعاني الدلالية المختلفة لهذا اللفظ حسب سياقاته المختلفة، معتمدين في ذلك على تفسير لفظ "فتح" في مواضعه المختلفة، إلا أن محمد مكين سعى أكثر من وانغ جينغ تجاي إلى تطبيق طريقة الترجمة المعنوية؛ أما الدراسة: دراسة وتحليل دلالي في ألفاظ الأضداد في اللغة العربية، فبيّنت الباحثة فيها أن الأضداد ظاهرة من الظواهر اللّغوية التي أسهمت في نموّ الثروة اللّفظيّة والاتساع في التعبير عند العرب؛ وهي ضرب من المشترك اللّفظي الذي يتجلّى في احتواء اللّفظة الواحدة على معنيين مشتركين في النطق، وخلصت الدراسة إلى أنّ الأضداد من خصائص اللغة العربية التراثية المحافظة، وهي مصدر ثراء ماتع، ومثال حي على التنوع اللّغوي وغنى اللغة العربية، ومن أهم أسباب حدوثه اختلاف اللّهجات من قبيلة إلى أخرى في تقدير الدلالة اللغوية وتحديدها بدقة؛ واما المقال الذي عنون بــــــ: توظيف دلالة الاسم (العلم) في النصِّ الشِّعريّ عندَ المتنبي، فتتبع فيه الباحثان وُرُودِ الاسم العلم في شِعرِ المتنبي؛ لبيانِ مَدَى توظيف الشاعر للمعاني اللغوية لهذه الأعلام ودلالاتها في بناء أفكاره الشعرية داخل أبياته وقصائده. ومن النتائج التي توَّجت هذا البحث استعمال المتنبي لمنهج المقارنة (المُقارَبَة) بين المعاني اللُّغوية وبين ما نُقلَ إليه من الأعلام لإبراز سِمات الممدوحِ أو ضَعَةِ المهجوِّ، وإنّ الربط بين الأصلِ اللغويِّ لدِلالة الاسم العلم وبين المعنى الذي يسوقه الشاعر في صياغة شعره، يسمو بفكرة النصِّ الشعري ويجعله أكثر تماسكاً وانسجاماً؛ وأما الدراسة التي قام بها الباحث بعنوان: ظاهرة المشترﻙ اللفظي في اللغة الترکیة الأذربیجانیة": الکلمات العربیة الدخیلة أنموذجاً؛ فقد أشار إلى أن المشترﻙ اللفظي ظاهرة لغویة قد طرأت علی اللغة الترکیة الأذربیجانیة لدی مفرداتها الأصیلة والعربیة الدخیلة. وقد توصلت الدراسة إلى أنّها جعلت القناعات الصوتیة في اللغة الأذربیجانیة والکتابة اللاتینیة لها تفقد الأصوات الخاصة باللغة العربیة؛ منها "ص، ث، ذ، ض، ظ، ط، ح، ع، غ، ء"، فتتشابه إثرها لفظة عربیة مع أخری في الکتابة اللاتینیة، وأنه قد یسهم في حدوث الاشتراﻙ اللفظي وجود العامل الصوتي في اللغة الترکية؛ وهو أن تتناغم الصوائت في الکلمة، وقد تختزل الکلمة بعد حذف "ع" إذا تطرّف، وهذه عارضة تصریفیة خاصّة بالأذربیجانیة في تعاملها مع اللفظ العربي الدخیل.
أما في الدراسة المعنونة: الرّوابط الحِجاجيّة وأثرُها في توجيه السُّلَّم الحجاجيّ: نماذج من عهد الإمام عليّ لمالك الأشتر؛ فبيّن الباحث أن لأجناسِ النّثرِ أهميّةٌ خاصَّةٌ، وبحثُ هذه الأجناسِ ضِمْنَ النّظريّات والمُقارَبات الحديثة الّتي فتحت آفاقاً جديدةً من وجهات النّظر لهذه النّصوص، وقد توصَّلَ إلى نجاعةِ المقاربة الحِجاجيّة في دراسةِ النّصوصِ، وأنّ هذه المُقارَبة يمكنُها أن تستعينَ بالمناهِجِ والنّظريّات الأخرى؛
أما الدارسات الأدبية فتبدأ بدراسة معنونة بـــ: الأبعاد النفسية والقيم الفنية في ميمية الإمام البوصيري، فبيّن فيه الباحثان القيم الفنية في ميمية الإمام البوصيري، وتوصلت الدراسة إلى أن الأذواق تختلف في فهم النصوص العربية الذي يستحسنه ذوقي، لا يستحسنه ذوقك، وأن هذه القصيدة توضح الإحساس الوجداني بين الشاعر والقارئ حتى تحصل المشاركة الوجدانية بينهما، وأن الأبيات الشعرية التي حفلت بالقيم الفنية في ميمية الإمام البوصيري كانت همتها تتجه إلى تدريب الطلبة والدارسين على الانتفاع بالتناسق الفني بين طرفي الصور الفنية عقليا وشعورياً؛ أما الدراسة الثانية فجاءت بعنوان: الذات في مواجهة السرطان لاوعي النص في سيرة حسين البرغوثي "سأكون بين اللوز"؛ إذ تناولت الباحثة السيرة الذاتية لحسين البرغوثي سأكون بين اللوز، نظراً لأنها تجسّد حالة استثنائية في مواجهة الذات لمرض السرطان، وتحمل كثيراً من الرؤى والتصورات حول هذا المرض، وآثاره وانعكاساته على المريض، وتوصل البحث إلى نتيجة جوهرية هي إمكانية استثمار الممارسين الصحيين للنصوص السردية الإبداعية- وبخاصة السيرة الذاتية بكل تجلياتها- للكشف عن معاناة المرضى، ومعرفة احتياجاتهم النفسية والجسدية في هذه الرحلة الطويلة المليئة بالآلام، ووضع أيديهم على الإشكالات التي قد تؤثر سلبا في خطة العلاج.
وأخيرا تتقدم هيئة التحرير بجزيل الشكر والتقدير لكل من كان له إسهام فعال إدى إلى إعداد هذا العدد بشكله النهائي، والشكر موصول إلى عميد كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور شكران عبد الرحمن على دعمه المتواصل معنوياً وعلمياً، داعين الله تعالى التوفيق والسداد في الدفاع عن لغة القرآن الكريم دراسة وبحثاً وتطويراً، والشكر موصول لمساعد المجلة الجديد الأستاذ الفضل الديرشوي، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
رئيس التحرير
الأستاذ الدكتور عاصم شحادة علي