كلمة التحرير / Editorial Words
Abstract
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمة التحرير
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد؛
فيصدر هذا العدد الأول من شهر يونيو/حزيران 2020م للسنة الثانية عشرة في موضوعات شتى في اللسانيات والأدبيات؛ حيث تنوعت الموضوعات في محورين؛ الأول اللسانيات والترجمة واللسانيات التطبيقية، والثاني الأدبيات المعاصرة الشعرية والنثرية.
بدأت الدراسات اللسانية بموضوع موسوم بــ: التعبير عن الزمن باللغة العربية في محاولات تجديد النحو: ثلاث قضايا وثلاثة نماذج وسؤال الزمن للناطقين بغيرها، وتتناول الدراسة التعبير عن الزمن في اللغة العربية، مسلِّطة الضوء على سؤال الزمن عند الناطقين بغيرها، ثم وقفت على فعل الكينونة وعلاقته بالزمن، والزمن عند سيبويه، فوقفت عند ثلاث محاولات: مهدي المخزومي، وتمام حسان، وعمر عكاشة. توصلت الدراسة إلى أن مبحث الزمن من ضرورات التركيب، وأن المحاولات السابقة لـــ: "عُكاشة" كانت مفيدة؛ لكنها لم تأخذ باعتبارها متعلمي العربية للناطقين بغيرها.؛ أما البحث المعنون بـــ: تعليمية اللغة العربية في ضوء المنجز اللساني الحديث: مدخل تكاملي حاسوبي معرفي لتعليم وتعلم اللغة العربية، فيرصد وسائط تمكين اللغة العربية في محيطها، وأثرها في بناء المعرفة، مع تبيين فاعلية المناهج الحديثة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، باعتماد قضايا ونماذج تحليلية جديدة لفهم كيفية توصيف المهارات اللغوية لدى الناطقين بغير اللغة العربية. يغدو مشروع هذا البحث محاولة لبناء تصور نظري مؤسس على هندسة لسانية، وهندسة تربوية، وهندسة معرفية، لصوغ آليات تعليم وتعلم اللغة العربية للناطقين بغيرها بخاصة، مع اقتراح أنموذج حاسوبي عربي مؤسس معرفيا لتعليم وتعلم اللغة العربية؛ أما الدراسة التي بعنوان: التَّداعيات اللغويَّة للهجرة العربيَّة إِلى بلدان الناطقين بغير العربيَّة: الهجرة السوريَّة إِلى تركيَّا أنموذجاً، فتهدف إلى تسليط الضوء على تداعيات هجرة هؤلاء العرب السوريين إِلى تركيَّا فيما يتعلَّقُ بتعليم العربيَّة وتعلُّمها لغير الناطقين بها، ثمَّ إلى سبلِ الإِفادة من الهجرة العربيَّة السوريَّة إِلى تركيَّا في تطوير تعليم وتعلُّم اللغة العربيَّة لغير النَّاطقين بها. من نتائج الدراسة ما يأتي: البحث إِلى مجموعة من النتائج أجملها فيما يأتي: إِنَّ علاقة التأثُّر والتَّأثير بين اللغتين العربيَّة والتركيَّة تزداد كلَّما ازداد التقارب بي المجتمعين العربي والتركي، وإن الحكومة التركيَّة قد بادرت إِلى سنِّ قوانين وإِصدار قرارات من شأنها دعم عملية تعليم وتعلُّم اللغة العربيَّة لغير الناطقين بها؛ وأما الدراسة الموسومة بــ: تقويم أسئلة امتحانات مادة النحو والصرف في الشهادة الدينية العالية الماليزية في ضوء مستويات بلوم المعرفية، فتهدف إلى تحليل أسئلة امتحانات اللغة العربية للشهادة الدينية العالية الماليزية خلال ثلاث سنوات ابتداء من 2013 وحتى 2015م في ضوء مستويات بلوم المعرفية، وتوصلت إلى أن الأسئلة في مستوى الفهم جاءت بالمرتبة الأولى من أسئلة الامتحانات لمادة النحو والصرف في الشهادة الدينية العالية الماليزية؛ بينما جاء مستوى التذكر بالمرتبة الثانية، واحتلت المرتبة التي تليها أسئلة مستوى التحليل؛ أما مستوى التطبيق فجاء بالمرتبة الأخيرة؛ وأما المستويان التقويم والإبداع فكلاهما لم يحظ بأي تكرار.؛ وفي المقال المعنون بــ: الفعل المضارع المتصل بنوني التوكيد: بين الإعراب والبناء، فيسعى إلى الوصول إلى رأي في قضية بناء المضارع من الأمثال الخمسة أو الأفعال الخمسة المتصل بنون التوكيد الخفيفة أو الثقيلة أو إعرابه، وإلى تسهيل المادة النحوية لطلبة العربية الناطقين بغيرها وخاصةً في بداية حياتهم الدراسية لعلم النحو (في السنة الأولى الثانوي بماليزيا)، توصل هذا البحث إلى نتيجة مفادها أن كون الفعل المضارع من الأمثال الخمسة المتصل بنوني التوكيد مبنياً أمراً أيسر أيضاً؛ أما الدراسة الأخيرة في اللسانيات فهي بعنوان: دلالة الاستفهام في شعر أبي مسلم البهلاني؛ فيهدف إلى توضيح المقاصد التي يرمي إليها الشاعر من وراء استخدام أدوات الاستفهام، وبيان دلالاتها الحقيقيّة والمجازية وما ترمي إليه من معانٍ بيانية من تقرير وتعجب وتقريع وغيرها من المعاني مستهدياً بما قرره علماء اللغة في ذلك. وقد توصل البحث إلى أن الاستفهام يكثر في أغراض شعرية معينة ويقل في أغراض أخرى، وقد ظهر الاستفهام في الديوان بكثرة في القصائد الوطنية، والمراثي، وقل في المدائح النبوية، والحكم والمواعظ، وجاء بصورة معتدلة في الإلهيات والقصائد الدينية.
وفي الدراسات الأدبية نبدأ بالمقال المعنون بــ: المَكان...(الأُردنيّ والفِلسْطينيّ ) في شِعْرِ حَبيْب الزّيوْدي؛ إذ تتبع عنصر المكان في شعر حبيب الزيودي، بمسمياته الحقيقية، ومن ثم الولوج إلى ما يحمل من سمات رمزية وفنية، في إطار تجربة الشاعر الخاصة، وقد ساعد على ذلك توافره بكثرةٍ في شعره، ولا سيما المكان الأردنيّ والفلسطينيّ؛ وقد خلص البحث إلى أن ظاهرة المكان بارزة في أعمال الشاعر حبيب الزيودي، وهي ظاهرة (المكانية) بوصف المكان تارة موضوعاً، وطوراً أداة أو وسيلة فنية، لتكون دراسة هذه الظاهرة أمراً ضرورياً للكشف عن أبعاد رؤيته الفكرية، ومقدرته الإبداعية، وهو ما حاول البحث كشفه في الإطارين النظري والتطبيقي؛ أما المقال الثاني فبعنوان: لغة الرواية بين الإشكالية والجمالية: نجيب الكيلاني نموذجاً؛ وقد أشار إلى الآراء التي ذهب إليها الروائيون والنقاد بشأن هذه القضية، مع بيان موقف نجيب الكيلاني من هذه القضية، وتوصلت الدراسة إلى أن نجيب الكيلاني يعدُّ من أنصار استخدام اللغة العربية الفصحى في الرواية، وأنه يحفل بالعنصر الجمالي، وكان أسلوبه في الرواية عبر معالجة المادة العامة أو العناصر المشتركة بإحالتها إلى مادة جديدة، وقد استخدم الكيلاني الأغاني الشعبية في رواياته، ووظفها في مناسبات ومواقف مختلفة للتعبير عن الحبور والسرور، أو السخرية والرفض، أو الشكوى والتوجع والتفجع، وكثيراً ما استحضر الكاتب المناسب منها ليدعم بها رؤيته وفكرته ويقوي بها عمله؛ أما الدراسة الموسومة بــ: دلالات للمجاز المرسل في شواهد قرآنيّة، فتسعى إلى دراسة دلالاتٍ للمجاز المرسل في شواهد قرآنيّة؛ وتوصلت الدراسة إلى أنّ الوجه البيانيّ يحمل دلالات متعدّدة جاءت ضمنياً؛ ما يجعل التّعبير المجازيّ في تلك الشّواهد أبلغ من التّعبير الحقيقي، وأن تلك الدّلالات جاءت إمّا لبيان أمور، أو حكم، أو شعور، أو تصوير أمرين في آن واحد؛ ما يبرهن على كون المجاز المرسل وسيلة من وسائل البيان القرآني البليغ؛ وأخيراً جاءت الدراسة المعنونة بــ: صورة النقد والنقاد في الشعر العربي الحديث: شعر البياتي أنموذجاً، لتتبع صورة النقد والنقاد في أنموذج مختار من شعر الحداثة العربية هو الشاعر عبد الوهاب البياتي، بغية الكشف عن ملامح هذه الصورة، وجوانبها، وصلاتها بالمضامين الشعرية، والقضايا الأدبية، والواقع الأدبي العام. وانتهت الدراسة إلى أن صورة النقد والنقاد في الشعر المعاصر كانت في كثير من الأحيان صورة سلبية، وعند البياتي على نحو أخص، تعكس جانباً من جدلية العلاقة التاريخية التي تجمع بين النقاد والشعراء.
أخيراً نقدم الشكر والتقدير إلى كل من أسهم في إخراج هذا العدد تحكيماً وإعداداً وتنضيداً، والشكر موصول إلى عميد كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية الأستاذ المشارك الدكتور شكران عبد الرحمن على دعمه المعنوي، وأحمد الله أولاً وآخراً.
الأستاذ الدكتور عاصم شحادة علي
رئيس تحرير مجلة الدراسات اللغوية والأدبية