كلمة العدد / Editorial Words

Authors

  • Asem Shehadeh Ali

Abstract

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة التحرير

اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد أن ترضى، اللهم لك الحمد كالذين قالوا خيراً مما نقول، ولك الحمد كالذي تقول، ولك الحمد على كل حال، اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض، وأنت بكل شيء عليم، وسبحانك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وصلى الله على  سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛

فيصدر هذا العدد الأول لشهر يونيو (حزيران) 2023م، من مجلة الدراسات اللغوية والأدبية؛ حيث نسير على مفترق طرق يذهب بنا إلى آفاق عميقة تتناول اللغة العربية وآدابها؛ إذ إن من خصائص المقالات العلمية اللغوية الموثوقة أن تتناول قضايا حيوية وملحة في اللغة والأدب، ذات علاقة وثيقة بالقراءة والمفكرين والباحثين من جانب الحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية، ونتطرق في هذا العدد هذا إلى الدراسات اللغوية في مجال .

تضمنت المقالات اللغوية موضوعات حيوية متنوعة؛  ومنها المقال الموسوم: فاعلية التعليم عن بعد في اكتساب الكفاية الثقافية لدى متعلمي العربية من الناطقين بغيرها من وجهة نظر المعلمين والمتعلمين في مركز اللغات بالجامعة الأردنية؛ إذ هدفت الباحثة فيه إلى الكشف عن فاعلية التعليم عن بعد في اكتساب الكفاية الثقافية لدى الناطقين بغير العربية من وجهة نظر المعلمين والمتعلمين في مركز اللغات بالجامعة الأردنية، وكشفت دراستها عن ضعف فاعليّة التعليم عن بعد في تحقيق الكفاية الثقافيّة لدى الناطقين بغير العربية من وجهة نظر المتعلّمين، وفاعلية محددة للتعليم عن بعد من وجهة نظر المعلّمين؛ أما المقال الثاني فهو بعنوان: دور البرمجيات الرقمية في تحسين كفاءة النطق لدى متعلمي العربية من الناطقين بغيرها: دراسة تطبيقية تحليلية لاستخدامات موقع "قَلَم" و"ترجمة جوجل"، أشارت فيه الباحثة إلى آليات تحسين كفاءة النطق لدى متعلمي العربية من الناطقين بغيرها، على مستوى ضبط الكلمات والجمل والنصوص بناءً وإعراباً، وكان من أهم نتائج دراستها تحقيق متعلم العربية في هذا المستوى تقدماً ملحوظاً مُقيساً في النطق على مستويي البناء والإعراب في مهارتي القراءة الجاهرة والتحدث، فضلاً عن اكتسابه سرعة طبيعية في النطق والقراءة النصية وهو أمر لم يكن يجيده قبل بدء التدريب الإلكتروني؛ وفي المقال الثالث المعنون بـــ:  نمذجة معجمية في معاني أبنية "صيغ الزيادة " في "لسان العرب" لابن منظور؛ حيث  تناول الباحثان مشروعاً بحثياً واسعاً تم إنجازه وإخراجه، يهدف إلى صياغة معجم مفصل لــــ :"معنى الأشكال المعززة في اللغة العربية عبر مقاربة الصيغ المزيدة، ومشتقاتها الواردة في لسان العرب لابن منظور؛ إذ توصلا إلى حصر المشتقات الفعلية والاسمية الواردة في معجم لسان العرب لابن منظور، ووجدا أن عدد الجذور الثلاثية التي اشتق منها  كلام العرب  بلغ أكثر من (5000) جذر،  وأن حروف الزيادة لم تكن محصورة في حروف (سألتمونيها) وخصوصاً في زيادات الإلحاق، وأن الصيغ من المشتقات الفعلية جاءت أكثر وروداً في اللغة العربية من  الصيغ من المشتقات الاسمية؛ أما المقال الرابع فهو معنون بــ:  الإشاريّات التّداوليّة في ديوان "أحزان صحراوية" للشّاعر تيسير السبول، وقد ذكرت الباحثة أن التداولية من الدراسات الألسنية الحديثة التي تهتمّ بالسياق النصّي، والإشاريّات فرعُ من فروع التداولية التي تهتم بالمعنى المراد داخل السياق بين المرسل والمتلقي، وتوصلت دراستها إلى أن الشاعر أكثر  في ديوانه من توظيف الإشاريّات المكانية للتعبير عن حجم الخسارة للأمكنة العربية المسلوبة، وكان توظيف الإشاريات المكانية والشخصيّة من أكثر الإشاريّات توظيفاً في هذا الديوان؛ وفي المقال الخامس الموسوم: الاقتصاد اللغوي سمة تخاطبية في العقلية العربية: دراسة تحليلية، بيّن فيه الباحثان مكانة الاقتصاد اللغوي لدى مستخدم اللغة العربيّة عند المتقدمين  سمةً تخاطبية، وبيان قيمة هذه الظاهرة في العقلية العربية، ومن نتائج الدراسة أنّ كلّ مجتمع لغوي يمتلك سمات تميزه في استخدام اللغة؛ لكون اللغة حقيقة اجتماعية تضبط سلوك الفرد في استعمالها، وتشير الأقوال المأثورة والأمثال إلى أن سمة الاقتصاد في استعمال اللغة كانت المفضلة لدى العربي قديماً، وأولى علماء العربية وفقهاؤها هذه السمة أهمية عالية؛ فاعتنوا بها، ونظّروا إليها اصطلاحاً وتعريفاً وتفضيلاً وتصنيفاً وتمثيلاً؛ وفي المقال السادس المعنون بــ:  دراسة تفاعلية تداولية في الخطاب الاجتماعي في وسائل التواصل: الفيسبوك نموذجاً، أشار فيه الباحث إلى تحليل الخطاب الاجتماعي لدى الشباب السوداني الناشط في وسائل التواصل الاجتماعي وخاصةً (الفيسبوك)، وخلص إلى أن الخطاب بنى عينة البحث من تآلف مفردات من اللغة العربية في مستواها الفصيح ممزوجة بمفردات من اللهجة العامية السودانية، وأن طبيعة الخطاب الاجتماعي للشباب السوداني في الفيسبوك الذي دوِّن في محنة السيول والفيضانات في أغلبه تفاعلي، ولا يهتم بحفظ المقامات ولا يراعيها، وأنّ تبني الأجندة الحرة في تدوينات الشباب السوداني في الفيسبوك كانت في الفيضانات والسيول؛ وفي المقال السابع بعنوان: دراسة تقابلية بين اللغة العربية واللغة السواحلية على مستوى العدد؛ إذ بحثت هذه الدراسة للباحث عن الصعوبات التي تواجه الدارسين الناطقين بالسواحلية خلال تعلمهم لموضوع العدد بفروعه: المفرد والمثنى والجمع في اللغة العربية، وكشفت النتائج عن قليل من التشابهات أهمها: وجود المفرد والجمع في كلتيهما، كما أظهرت عدداً من الاختلافات أهمها وجود المثنى وتعدُّد الجمع في اللغة العربية، وتشعُّب كل ذلك إلى مذكر ومؤنث؛ وهذه كلها مفاهيم غير موجودة في اللغة السواحلية؛  وفي المقال الثامن الذي بعنوان: العربية الهجينة في دول الخليج العربي: المسؤولية الشخصية والعدالة الاجتماعية؛ حيث يتوافد عدد هائل من العمال الأجانب الذين لا يتحدثون العربية إلى منطقة الخليج كل عام؛ ويمكثون فيها سنوات طويلة يختلطون بأهلها ويتواصلون معهم؛ غير أن الملاحظ أن هذا الزمن الطويل لم يكسب هؤلاء العمال اللغة المحكية في تلك الدول؛ إذ يتواصل أفراد هذه المنطقة معهم بلغة هجينة (Pidgin Language) توصف بأنها أقل درجة وتقديراً (Lower Prestige) من اللغة الدارجة، وتوصلت   الدراسة إلى أن هذه اللغة ليست مرحلة أولية من اللغة الأم قد تتطور لاحقاً بالتواصل مع مستعلمي اللغة الدارجة، بل أصبحت قائمة على نظام مطرد في تركيبها واستعمالها، وفي الجانب الآخر المرتبط بالعدالة الاجتماعية، فإن لوم هذه الشريحة على ضعف اكتساب اللغة الدارجة أو رميهم بالكسل وضعف الرغبة هو أمر لا يخلو من التحيز الاجتماعي، كما أن الانخراط في دروس تعليمية لاكتسابها أمرٌ غير وارد كذلك؛ حيث ضيق الوقت، والتركيز على كسب لقمة العيش، وضعف الموارد المالية جميعها تكالبت عليهم؛ وفي المقال التاسع الموسوم:  إشكالية الهوية اللغوية والثقافية عند الشباب العربي وتجلياتها في التواصل اللغوي والاجتماعي، إبيّن الباحثون بأن قضية الهوية وقضاياها من الإشكالات الحديثة في التداول الفكري الإنساني، ولا تخلو ثقافة من الثقافات المكونة للنسيج الإنساني على وجه البسيطة من سؤال الهوية ونسله، وتوصل البحث إلى أن تشكل قضية الهوية اللغوي في علاقتها بالتنمية الشاملة قضية مركزية وحساسة في سبيل تحقيق الهدف العام، وهو تعزيز الانتماء والفخر باللغة العربية وبثقافتها وحضارتها وتراثها المجيد، وأن تحقيق التنمية الشاملة في مجالات الحياة المختلفة من شأنه أن يفرض على الشباب إعادة النظر إلى أوطانهم على أساس أنها أوطان توفر العيش الكريم لهم وللأجيال القادمة، وأن الفرص الاقتصادية وهامش الحرية والتعبير عن الذات، وممارسة حقوق الإنسان، والتي لا يجدونها إلا في الدول الغربية يمكن أن يجدوها في بلدانهم؛  أما المقال العاشر فهو بعنوان: الأركانُ المصطلحية لمُصْطَلَحات المَنْصوباتِ في كتاب "الجُمل" للزّجّاجيّ؛ إذ يسعى هذا البحث إلى الكشف عن مصطلح المنصوبات في كتاب الجمل من حيثُ الأركان المصطلحيّة الثلاثة، وهي: المفهوم والحدّ واللّفظ المصطلحيّ وَفْق منهج الدّراسات المصطلحيّة الحديثة، وقد توصلت الدّراسة إلى أنّ الحدّ يعتبر الخطوة الأولى لمعرفة حقيقة الشّيء، والنّسبة التي قام الزّجّاجيّ من خلالها بوضع حدودٍ للألفاظ المصطلحيّة قليلة جدّاً، ومن ثمّ يعدُّ اللّفظ المصطلحيّ خطوة ثانية لمعرفة المفهوم الاصطلاحيّ، ويظهر الزّجّاجيّ في كتابه بشكلٍ واضح مدى اهتمامه بالمفاهيم المصطلحيّة، وتعدّ هذه الخطوة هي الغاية من حدّ المصطلح ومعرفة لفظه الاصطلاحي.

أما المقالات الأدبية فتضمنت موضوعات حيوية تتعلق بموضوعات شتى، ومنها المقال الأول المعنون بــ: البنية الزمنية في شعر ابن دانيال: مقاربة في ضوء البنية الدالة الغولدمانية، فقد سلّط الباحثانالضوء على "صورة الزمن" في النصوص الشعرية للشاعر ابن دانيال  (1249-1311م)، للكشف عن "البنية الدالة" في أشعاره، من خلال توظيف مدلول "الفهم" باعتباره إحدى أدوات البحث الأساسية والأولية في المنهج البنيوي التكويني الذي أسس له الناقد الفرنسي لوسيان غولدمان (1913-1970م)، وتوصلت الدراسة إلى أن بيتة الدالة قد تشكلت مزدوجة المعايير، واستعان بها في التعبير عن صورة الزمن في ذهنه التي أضفى عليها ملامح متضادة من مثل: غياب البقاء وحضور الفناء، وجدب الواقع وخصب الخيال، وطوباوية الوصال ودوستوباوية الهجران، وسيكولوجية الاغتراب وسيسولوجية الاستقرار، وجاءت بنيات العمل الصغرى في نصوص ابن دانيال في حالة انسجام تام بين بعضها بعضاً؛ وفي المقال الثاني الموسوم بــ: التسامح والتعايش في الشعر الجاهلي، فقد سعت دراسة الباحثة إلى الكشف عن تواجد ظاهرة التسامح الديني والعيش المشترك بأمن وسلام بين شعوب وشعراء قبائل الجزيرة العربية قديماً قبل مجيء الإسلام، كما هدفت إلى التركيز على صفات المتسامح، وتوصلت في خاتمة البحث ما أثبته الشعْر الجاهلي عند طائفة من الشعراء، من قدرة تقبل شعوب الجزيرة للآخرين وفسح مجال العيش معهم، وأن الحكمة تمثل فلسفة الشاعر في الحياة، وتصدر بعفوية مرتبطة بحالة الشاعر النفسية والقيم التي تربى عليها؛ أما المقال الثالث فهو بعنوان: النقد العربي المقارن عبد القاهر الجرجاني في ميزان النقد المقارن نَمُوذَجاً؛ حيث أشارت الباحثة إلى أن النقد المقارن حقل معرفي خصب، يمكن من خلاله الموازنة بين النقد العربي وغيره من اللغات الأخرى، لتقريب النقد العربي مع النقد الناشئ في بيئات وثقافات إنسانية مشتركة؛ وتوصلت الدراسة إلى عدم وجود منهجية بحثية محددة في مجال النقد المقارن يفتح باب المعرفة على مصراعيه ليبذل الباحث ويقدم خلاصة فكره لتطوير الفكر النقدي وتجلياته في اللغات الأخرى، وأشارت إلى إسهام الغرب في نشأة هذا المصطلح، وتغذيته، وأن عبد القاهر الجرجاني كان من أهم الشخصيات النقدية العربية الذي ينبغي أن يحظ بدراسات مقارنة نقدية بينه وبين النقاد الآخرين في اللغات الأخرى للوصول إلى عالمية النقد العربي،  ولمواكبة النقد العالمي.

وأخيراً تتقدم هيئة التحرير بجزيل الشكر والتقدير لكل من كان له إسهام فعال أدى إلى إعداد هذا العدد الثاني بشكله النهائي، والشكر موصول إلى عميد  كلية عبد الحميد أبو سليمان لمعارف الوحي والعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور شكران عبد الرحمن  على دعمه المتواصل معنوياً وعلمياً، داعين الله تعالى التوفيق والسداد في الدفاع عن لغة القرآن الكريم دراسة وبحثاً وتطويراً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

 

رئيس التحرير

الأستاذ الدكتور عاصم شحادة علي

 

 

 

Downloads

Published

2023-06-26

How to Cite

Asem Shehadeh Ali. (2023). كلمة العدد / Editorial Words. مجلة الدراسات اللغوية والأدبية (Journal of Linguistic and Literary Studies), 1–4. Retrieved from https://journals.iium.edu.my/arabiclang/index.php/jlls/article/view/1037

Issue

Section

Editorial Words