كلمة العدد / Editorial Words

Authors

  • Asem Shehadeh Ali

Abstract

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة التحرير

اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد أن ترضى، اللهم لك الحمد كالذين قالوا خيراً مما نقول، ولك الحمد كالذي تقول، ولك الحمد على كل حال، اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض، وأنت بكل شيء عليم، وسبحانك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وصلى الله على  سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛

فيصدر هذا العدد الثالث لشهر ديسمبر 2022م، مجلة الدراسات اللغوية والأدبية،؛ حيث نسير على مفترق طرق يذهب بنا إلى آفاق عميقة تتناول اللغة العربية وآدابها؛ إذ إن من خصائص المقالات العلمية اللغوية الموثوقة أن تتناول قضايا حيوية وملحة في اللغة والأدب، ذات علاقة وثيقة بالقراءة والمفكرين والباحثين من جانب الحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية، ونتطرق في هذا العدد هذا إلى الدراسات اللغوية في مجال .

تضمنت المقالات اللغوية موضوعات حيوية تتعلق بموضوعات شتى؛ ومن هذه المقالات ما أشار إليه المقال الأول الموسوم بــ: المكون التداولي المعرفي في المثل العربي: رؤية تداولية نصية، إلى تقديم قراءة تداولية نصية لسلسلة مختارة من الأمثال العربية القديمة؛ وذلك لإظهار المكونات التداولية المعرفية التي انبثق منها المثل العربي باعتباره كينونة نصية تداولية. وقد أثبت البحث أن المثل العربي يشكل بؤرة نصية تداولية لها ارتباطاتها التداولية المهيمنة على لغة المثل ودلالته وتكوينه؛ أما المقال الثاني فبعنوان: عناصر التحويل ضمن التوازي التركيبي في القرآن الكريم وأثرها في السياق والمعنى؛ حيث تناول فيه الباحثان التوازي التركيبي الذي يعتمد اعتماداً كبيراً على بنية الجملة النحوية، ووجد البحث أن عناصر التحويل ضمن التوازي التركيبي تنقسم لأربعة أقسام، هي: عودة الضمير على جزء من السلسلة الكلامية، والتحول ضمن نظام العطف، وحذف جزء من السلسلة الكلامية، وزيادة متعلق ببعض أطراف السلسلة الكلامية؛ وفي المقال الثالث الموسوم بــ: الاسم واللقب: دراسة دلالية في ضوء أسس الأسمائية الحديثة: "المسيح عيسى، والفاروق عمر" أنموذجين، تناولت فيه الباحثة  تأصيل دلالة الاسم واللقب في التراث النحوي، واتخذت من أسس الأسمائية الحديثة وأفكارها التي هي أحد أفرع المعجمية الحديثة مِعْوَلاً للتنقيب عن جذور الأسمائية في نصوص النحاة ومقولاتهم، واقتصرت دراسته عندهم على النوع (المذكر والمؤنث)، والتعيين، والرتبة (التقديم والتأخير فيما بينهما)، وتوصلت الدراسة إلى إزاحت ما ران على الاسم العلم من رواسب التحجر، وكشف عن وعي النحاة بدلالة الألقاب، وأبان جذور الفكر الأسمائي في مقولات نحاتنا، وعقد مقارنات بينهما أسفرت عن عمق آرائهم ودقتها، ورأى إعادة النظر في وجوب تقديم الاسم على اللقب بناء على السياقات ومقاصد المتكلمين؛ وفي المقال الرابع الموسوم بــ: مشكلة النحو قديماً وحديثاً وواقع تعليمه في ماليزيا: قراءة نقدية، توصّل الباحثان إلى اتجاهين في تعريف النحو، وكل واحد منهما يمثل المشكلة التي يواجهها المجتمع الذي ظهر فيها ذلك الاتجاه، وأكّد البحث على ضرورة وضع منهج جديد لتعليم النحو بما يتفق والمشكلةَ التي يواجهها أبناء ماليزيا في تعلم اللغة العربية؛ وفي المقال الخامس الموسوم بــ: تحليل حاجات الدارسين في تطوير البرنامج الترفيهي في تعلّم التعبيرات الاصطلاحية العربية للناطقين بغيرها في التعليم الجامعي؛ حيث هدفت هذه الدراسة إلى تحليل حاجات الدارسين واتجاهاتهم في تعلم التعبيرات الاصطلاحية العربية القائم على الترفيه في تعليمهم الجامعي، وقد توصلت دراسة الباحثين إلى  ضرورة بناء برنامج ترفيهي قائم على توظيف الهواتف المحمولة تعليميّاً وتطويرها، وذلك بتضمين تنوّع أنشطة لغوية هادفاً إلى تدريب الدارسين على ممارسة التعبيرات الاصطلاحية العربية كتابيّاً وشفاهيّاً، ومن ثمّ يمكن الاسترشاد بها في إعداد برامج تعليمية ترفيهية رديفة في المراحل التعليمية الأخرى وتطويرها، بناءً على أسُس ومبادئ التعلم الترفيهي بوصفها مدخلاً واستراتيجيّة في تنمية التعبيرات الاصطلاحية العربية؛ وفي المقال السادس المعنون بــ: دراسة وصفية لمهارة الكلام (المحادثة) في "سلسلة   face 2 face": المستوى المبتدئ أنموذجاً، أشار الباحث إلى أهم النتائح في دراسته هذه، ومنها: أن مهارة المحادثة كان لها دورٌ كبيرٌ وأساسٌ ضمن المهارات اللغوية الأربعة، وأن هذه المهارة دُمجت مع المهارات الأخرى دمجاً متناسقاً، دون أن يكون لتدريباتها وأنشطتها نسقٌ أو نمطٌ ثابت ومحدد في كلّ درسٍ، بحيث تتكامل التدريبات والأنشطة، وتتفاعل معها تدريبات وأنشطة المهارات اللغوية الأخرى، وأن التدريبات في مهارة المحادثة ينبغي أن تكون ذات معنى، وتؤدي وظيفة لغوية، لا مجرد استماع إلى الحوار ومحاكاته فقط.

أما المقالات الأدبية فتضمنت موضوعات حيوية تتعلق بموضوعات شتى، ومنها المقال الأول المعنون بــ: الوباء في أدب ابن الوردي (ت:749هـ): دراسة أسلوبية، فتناول الباحث الوباءَ في أدب عمر بن المظفر  المعروف بابن الوردي، وهَدَفَ إلى بيان أثر الأدب قديماً وتحديداً في العصر المملوكي في تعامل الناس مع الأوبئة، من خلال وصف أعراضها، وكيفية تفشيها، وأثرها في الفرد والمجتمع، وتوصل إلة أن ابن الوردي اعتمد في أدبه على الصورة البلاغية الاستعارية، والمراوحة بين الجمل الخبرية والإنشائية، والزخرفة اللفظية المتمثِّلة في فنون البديع وأهمها السجع، والجناس، والتورية، والكناية،كما اعتمد على خلفية ثقافية دينية وأدبية من خلال توظيف التراث، والتناص معه؛ أما المقال الثاني فبعنوان: إسهامات الشعراء السعوديين في بناء الحضارة الإسلامية الحديثة: دراسة من منظور النقد الثقافي؛ إذ هدف إلى التعرُّف على إسهامات الشعراء السعوديين في غرس قيم الحضارة العربية الإسلامية المعاصرة، من خلال الرؤى التي طرحوها في شعرهم، وما بثوه فيها من قيم حضارية شاركت في بناء كيان حضاري عربي إسلامي معاصر، وخلص الباحث إلى جملة من القيم والرؤى الحياتية التي نادى بها الشعراء السعوديون لبناء مستقبل الحضارة العربية الإسلامية في العصر الحديث؛ أما المقال الثالث فهو بعنوان: الانزياح الصوتيّ في قصيدة "ضد من" لأمل دنقل: دراسة أسلوبيّة؛ إذ احتلت ظاهرة الانزياح مكانةً متميّزةً في الدراسات الأسلوبية الحديثة، بوصفها خارجة عن المألوف في النصّ الأدبيّ، وانحرافاً عن درجة الصفر المعياريّة في الاستعمال اللغويّ، وقد تناولت الدراسة ظاهرة الانزياح الأسلوبي في قصيدة "ضد من" للشاعر العربي أمل دنقل، واستخدامه لإمكانات اللغة بشكلٍ مخالفٍ لما هو مألوف في الاستعمال اللغويّ العاديّ، وركّزت على استنطاق القصيدة؛ لإبراز مظاهر الانزياح الأسلوبيّ، وجماليّاته في المستوى الصوتيّ، كونه الأكثر ظهوراً في هذه القصيدة، وينهض بدورٍ أساسيٍّ في مقاربة الخطاب الشعريّ من منظورٍ سيميائيّ من خلال تحطيم القوالب التقليديّة السابقة، وخلق حالة من الإبداع، والتجديد في صياغة المعنى، وإيصال الدلالة؛ وفي المقال الرابع الموسوم:  بنية اللغة الشّعرية في شعر العباس بن الأحنف، أشار إلى أن  العلاقات اللغوية التي استغلها العباس بن الأحنف في البناء الفني للغة الشعرية في شعره قد شكلت نظاماً فنياً متميزاً ومتكاملاً من حيث الرؤية والفكر، أكثر مما مثلت الجانب الحسي، وكشف الخطاب الشعري عن تأزم العلاقة بين الشّاعر ومحبوبته وتحولها من الوصل إلى الهجر، وأن بنية اللغة في شعر العباس قد أدت دوراً فاعلاً في وصف الحالة الشعورية لذات الشّاعر؛

وأخيراً تتقدم هيئة التحرير بجزيل الشكر والتقدير لكل من كان له إسهام فعال أدى إلى إعداد هذا العدد الثاني بشكله النهائي، والشكر موصول إلى عميد  كلية عبد الحميد أبو سليمان لمعارف الوحي والعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور شكران عبد الرحمن  على دعمه المتواصل معنوياً وعلمياً، داعين الله تعالى التوفيق والسداد في الدفاع عن لغة القرآن الكريم دراسة وبحثاً وتطويراً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

رئيس التحرير

الأستاذ الدكتور عاصم شحادة علي

 

Downloads

Published

2022-12-15

How to Cite

Asem Shehadeh Ali. (2022). كلمة العدد / Editorial Words. مجلة الدراسات اللغوية والأدبية (Journal of Linguistic and Literary Studies), 13(3), 1–3. Retrieved from https://journals.iium.edu.my/arabiclang/index.php/jlls/article/view/1004

Issue

Section

Editorial Words