تحديات العولمة الغربية للتعايش الحضاري والعلاقات الدولية: مقاربة إسلامية

Abstract

يسلط هذا البحث الضوء على بعض ما تواجهه شعوب العالم من تحديات تمثّلها العولمة الغربية التي ظلّت تكرّس على العلاقات الدولية واقعا جديدا يتّسم بالهيمنة، متجاهلة أن حجر الزاوية في العلاقات الإنسانية، الاعتراف بوحدة الأسرة البشرية، التي تمتد من أبينا آدم وأمنا حواء إلى قيام الساعة، وأن الله تعالى خلق جميع الناس من أصل واحد. إن جذور مشاكل البشر في كل عصر هو التجاهل المتعمّد لبعضهم البعض، وسعي كل فئة لاستئصال المخالفين والمعارضين لها، وحرمانهم من حقهم في الحياة، انطلاقا من اعتقادها بكريم أصلها، وطيب معدنها، وأنها هي التي يجب أن تسود وتقود، وعلى الآخرين أن يكونوا تابعين. ومما توصلت إليه هذه الدراسة - التي استخدمت المنهجين الاستقرائي والتحليلي - أنه ما كانت الحروب لتقوم بين الشعوب لولا عدم الاعتراف بان أصل البشر واحد، خلقهم الله من آدم وحواء، وجعلهم شعوبا وقبائل للتعارف والتآلف، لا للتعارك والإيذاء والتخالف. لم يكن اهتمام أصحاب فكرة "العولمة" باستقرار الشعوب، واستتباب الأمن، وتعاون الدول، وتحقيق العدل، وانتشار السلام بين الأنام، بقدر ما كان اهتمامهم بجمع الثروات ونهب الخيرات، واستغلال الشعوب المقهورة، وفرض ثقافة الهيمنة والسيطرة والقطب الأوحد، ومساندة قوى الظلم والاحتلال وهو ما يرفضه منطق النديّة في العلاقات الدولية، واحترام سيادة الدول على أراضيها ومواردها.

الكلمات المفتاحية

العولمة، الهيمنة، العلاقات الدولية، التعايش الحضاري