كلمة التحرير/editorial
DOI:
https://doi.org/10.31436/jlls.v7i1.365Abstract
الحمد لله الذي أنزل على رسوله الكريم القرآن الكريم بشيراً ونذيراً وجامعاً للبيان، والصلاة والسلام على
رسوله الأمين وعلى آله وصحبه الغر الميامين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد؛
فيصدر هذا العدد في موضوعات علمية مثيرة، تأخذ في الحسبان القضايا المعاصرة التي يبحث عنها العلماء
والباحثون وطلاب الحقيقة من الطلبة والقرّاء بشكل عام، وفي خضم الدراسات الحديثة في اللسانيات
التطبيقية والدراسات الأدبية الحديثة دأبنا في إدارة المجلة على التنوع في الموضوعات؛ بحيث يمكننا النظر في
الموضوعات القديمة التراثية والحديثة التي يتتوق إليها القارئ. تمّ تقسيم الموضوعات إلى دراسات لغوية
ودراسات أدبية، ومن هذه الموضوعات ما يأتي:
الدراسات اللغوية؛ إذ بدأنا باللسانيات التطبيقية بموضوع موسوم ب: المنهجية الوسيطة في تعليم
المحادثة، تناول الباحث دروساً محددة ومقصورة على أهداف معطاة لكل طالب له قدرة لغوية كافية ليصبح
قادراً مثلاً على أن يتكلم في يوم قضاه في بلد ما، وهذا الفضاء سيجعل المتعلم باللهجة يهجرها إلى
استعمال الفصيح من اللغة العربية، وذلك باستدعاء استعجال الكلام بكل ما أوتي من قوة، وذلك بتوظيف
المفردات والنحو في خدمة المعنى، ويسرّع ذلك بالتقدم في المحادثة. ويؤخذ بعين الاعتبار أن الشفهي ليس هو
الكتابي، ومنه تتطلب هذه المحادثة عرض المصادر المهمة خاصة لأجل المحادثة التي هي مهمّة للتعرف عليها؛
لأجل أن تكون أكثر طلاقة وأكثر تحرراً وأكثر تنوّعاً. أما الدراسة الثانية فهي بعنوان: الجانب النظري في
تصميم منهج لتعليم العربية للجامعيين غير المتخصصين فيها؛ حيث يسعى هذا المقترح إلى تصميم منهج
لتعليم اللغة العربية للجامعيين غير المتخصصين فيها لطلاب المعهد البترولي ب: )أبو ظبي( الذين قررت اللغة
العربية لهم بوصفها متطلباً جامعياً يسعى إلى ربط الطالب الجامعي باللغة العربية قراءة، وكتابة، وتحدثاً.
ويهدف هذا المقترح إلى تمكين الطالب الجامعي من القراءة السليمة الخالية من الأخطاء، وتحديد الأفكار
الرئيسة للنص، فضلاً عن إقامة الححج وإبداء وجهات النظر، وكتابة مقالات متماسكة تعكس رؤيةً
واضحةً، وقدرةً على عرض الموضوع، وتوظيف المعرفة اللغوية بأساليبها التركيبية والبلاغية في إنتاج نصوص
مكتوبة، وتطبيق المعرفة اللغوية في تحليل وعرض كتابات الآخرين بأسلوب يتسم بالسلامة اللغوية، والمهارة
الفنية. وفي دراسة أيضاً عن توظيف تكنولوجيا التعليم في تدريس العربية لغير الناطقين بها، تناولت الدراسة
الموسومة: تصميم برنامج حاسوبي لتعليم اللغة العربية عبر موقع إلكتروني للدارسين للمتخصصين في
السياحة بكلية مارا للتقنية بولاية كلنتان دار النعيم بماليزيا؛ حيث سعت إلى مساعدة الدارسين في تعلّم
اللغة العربية لأغراض سياحية عبر تصميم موقع إلكتروني خاصّ لتعليم اللغة العربية لأغراض سياحية. وقام
الباحثان بتصميم موقع إلكتروني خاصّ بعن وان " www.arabicfortourism.com " باستخدام برنامج جوملا
( Joomla ( بوصفه منصة له؛ وتطويره على نموذج تصميمي أدي ) ADDIE ( بناء على آراء الدارسين
واقتراحاتهم وحاجاتهم التعليمية. وقد تمّ تطبيقه على عينة الدراسة التي تتكون من الدارسين المتخصصين في
السياحة؛ حيث تمّ اختيارهم عن طريق مجموعة هادفة. وشارك في هذه الدراسة خبيران في مجال تعليم اللغة
العربية بمساعدة الحاسوب، و) 70 ( طالب اً وطالبةً من طلاب المستوى الأول بكلية مارا للتقنية ) MARA Poly-Tech College (، في مرحلة تحليل الحاجات الأولية، و) 40 ( طالباً وطالبةً من المتخصصين في مرحلة
التقويم، وهم في الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2015 / 2016 م. وفي نهاية الدراسة، توصل الباحثان
إلى نتائج عديدة، من أهمها: أن أغلبية الدارسين لهم رؤية إيجابية حول تعلّم اللغة العربية لأغراض سياحية عبر
موقع إلكتروني، وارتفاع رغباتهم ودوافعهم في عملية تعلّم العربية عبر هذا الموقع الذي وفّر لهم فرصة للتعلّم
الذاتي؛ أما الدراسة المتعلقة بعلم اللغة التعليمي والمعنونة ب: تحليل أسئلة امتحانات الشّهادة الثّانويّة العامّة
لمادة اللغة العربيّة وفق مستويات بلوم المعرفيّة، فقد هدفت إلى تحليل أسئلة امتحانات الشّهادة الثّانويّة
العامّة لمبحث اللغة العربيّة في الأردنّ وفق مستويات بلوم المعرفيّة؛ للوقوف على مدى مناسبة أسئلة
امتحانات الشّهادة الثّانويّة العامّة للأهداف الّتي وضعت من أجلها. وقد أظهرت نتائج التّحليل أن جميع
الأسئلة الوزارية بدورتيها الصّيفية والشتوية تركّز على أسئلة مستوى الفهم بنسبة عالية؛ حيث بلغت أعلى
نسبة لها ) 50 %(، بينما كانت أدني نسبة لها ) 24.1 %(، أمّ ا أسئلة التّذكّر فقد بلغت أعلى نسبة لها
( 19.4 %(، بينما بلغت أدنى نسبة لها ) 10.3 %(؛ أمّا أسئلة التّطبيق فقد تفاوتت نسبها بين المرتفع
والمتوسط؛ حيث بلغت أعلى نسبة لها ) 44.8 %( وأدنى نسبة لها ) 20.6 %(؛ ويلاحظ في أسئلة مستوى
التّحليل تفاوتٌ بين أعلى نسبة لها؛ حيث بلغت ) 12.1 %( بينما بلغت أدنى نسبة لها ) 2.7 %( أما أسئلة
مستوى التّركيب فقد انخفضت نسبها في جميع السّنوات بدورتيها الشّتويّة والصّيفيّة؛ حيث بلغت أعلى نسبة
لها ) 3.5 %( وأدنى نسبة لها ) 2.7 %(، أما أسئلة مستوى التّقويم فانعدمت فيها نهائياً، وكانت بنسبة
)صفر%(؛ أما الدراسة في مجال اللسانيات فكانت حول موضوع: التفخيم والترقيق في روايتي حفص عن
عاصم وورش عن نافع : دراسة صوتية وتحليلية، سعى هذا إلى وصف الظاهرة الصوتية وتحليل النتائج
وإعادة تركيبها وصياغتها من منظور علمي، وتناول التفخيم والترقيق معتمداً على ما وصل من ملاحظات
علماء العربية القدامى، وما توصل إليه الباحثون المحدثون. ولوحظ أن التفخيم والترقيق من الصفات المتعلقة
بالصوامت والمصوتات؛ فالتفخيم صفة لازمة لأصوات الاستعلاء، وهي: "خ، ص، ض، غ، ط، ظ، ق"،
وصفة عارضة في كل من ألف المد والفتحة واللام والراء، والترقيق صفة عارضة للأصوات الأخرى.
الدراسات الأدبية؛ إذ تناولت موضوعات تراثية وحديثة، وبدأت بالبحث الموسوم: ثنائيات الخطاب
في كتاب "ابَدرة الاعصْر وفائدة المِصْر" للجزَّار السَّرق سْطي، هدف الباحث فيه إلى قراءة التجربة الأدبية
في كتاب )بادرة العَصر وفائدة الِمصر( للجزّار السرقسطي، على أساس مبدأ الثنائيات، وما يمكن أن يدلّنا
عليه هذا العنصر الاجرائي المهم في كينونة النص الفني، ولذلك قسّم الثنائيات المرصودة في ضوء المضمون
على محورين اثنين: أساسي وتكميلي، تتم المعالجات المطلوبة فيها بعد الاستناد إلى منهجين: وصفي وتحليلي
يقودان في الخاتمة إلى بيان أن المزية الكامنة في التجربة الأدبية جاءت في إطار احتضانها لظاهرة لغوية -
أسلوبية أفرزت مدلولات أحاطت بفضاء التلقي الرَّحب، بعد أن كانت التعددية فيه ملمح اً دالا على سِِة
التوظيف التي أُريد لها أن تنهض بهذا الشكل الأدبي في القرن الخامس الهجري في بلاد الأندلس. من نتائج
الدراسة الثنائيات في سياق الخطاب الأدبي في الكتاب القديم المدروس ظاهرة لغوية كانت أسلوبية –
مشتركة مدّت على الأغلب جسور التواصل بين النصِّ، والمتلقي على مستويات. في دراسة معاصرة بعنوان:
التلقي الإيقاعي القرآني عند سيد قطب: دراسة في الإيقاع الكلي، تحدث فيها عن سيد قطب ونظريته
التصويرية المعروفة بنظرية )التصوير الفني في القرآن(؛ ومدى اهتمامه بالإيقاع القرآني؛ حيث تجلى في دراستة
للإيقاع القرآني، نوعان من الإيقاع؛ أحدهما الإيقاع الجزئي، ويظهر على مستوى كل من الصوت المفرد،
والكلمة المفردة، والتركيب، والإيقاع القرآني الذي يتجلى على مستوى الحدث، والقصة، والسورة، والجزء من
القرآن الكريم. توصلت الدراسة إلى أن قراءته الإيقاعية للقرآن الكريم قد تميزت باستعمال مصطلحات
خاصة، وأنه انتبه إلى اختلاف طبيعة الإيقاع القرآني من شكل تعبيري لآخر، فأكّد، في أكثر من موضع،
على أن الإيقاع القرآني يتّبع نظام اً خاص اً دعا الباحثين إلى محاولة اكتشافه؛ أما الدراسة التالية فكانت
بعنوان: النقد الأدبي العربي المعاصر بين الأصالة والتجديد؛ إذ تحدثت الباحثة عن
طروحات أساسية في النقد الأدبي العربي المعاصر تتمثل في أزمة المنهج، والتشويش الحاصل فيه هذا عبر
محاولات التجريب النقدي، ودعوة بعض الأصوات النقدية العربية مغربا ومشرق اً إلى النهوض بالنقد العربي،
ومحاولة الاجتهاد في خلق نقد عربي أصيل له أصوله التاريخية، وله امتداده الحداثي المنبثق من تأثره بما توصل
إليه النقاد واللغويون الغربيون، وحاولت هذه المداخلة مناقشة كيفية تجديد النقد الدبي العربي المعاصر عبر
دراسة بعض الاستشهادات النقدية لنقاد عرب معاصرين. وجدت الدراسة أن المشكلات التي تواجه الناقد
العربي، وغير العربي، في محاولاته الإفادة من النقد الغربي، ليست محصورة بالطبع في المناهج، وإنما هي مواجهة
متعددة الجبهات. وهي في كل مظاهرها، سواء اتخذت مظهر الحيرة المنهجية أو التوظيف غير الدقيق
للمصطلحات أو سوء فهم ما يسعى الناقد إلى توظيفه من منهج أو مصطلح أو غيره. وفي دراسة موسومة:
جماليات المكان في رواية "ذاكرة الجسد" لأحلام مستغانمي: دراسة تحليلية، أشار الباحثان فيها إلى
مصطلح جماليات المكان الذي يدرس كيفية علاقة عنصر المكان الروائي بالشخصية عاطفياً؛ وتناولت
جماليات المكان في رواية "ذاكرة الجسد" التي تظهر في سلوك البطل ومعاملاته مع الآخرين، واللغة الشعرية
التي وظفتها الروائية تعبير اً عن الوطن. وتوصلت إلى أن الشخصيات الروائية ذات مستويين؛ خارجي يراه
الآخرون وداخلي ممثل في أفكاره وشعوره، وأنّ الذي يبرز جمالية المكان الروائي وشعريته في رواية "ذاكرة
الجسد" هو إعطاء المكان صفات الأنثوية وصفات الحسية باستخدام الصناعات البديعية كالتشبيهات
والاستعارات، وأنّ نظام الأمكنة السردي عند أحلام مستغانمي يتحول إلى أداة لغوية للتعبير عن سياسة
الجزائر وتاريخها وثقافتها وحضارتها حتى تبقى أيامها الماضية حية للأجيال القادمة وما فيها من الشهداء
الذين انصرفوا عن حياتهم لكي لا يموت وطنهم. وأما الدراسة المعنونة: الدراسات البلاغية وعلاقتها بعلم
الدلالة: دراسة في مفهوم المجاز، فقد حاولت الباحثة فيها توضيح أن ثمة نطاق اً متداخلا متشابك اً بين علم
الدلالة والدراسات البلاغية خاصة فيما يتّصل بالمجازات بغية الوصول في نهاية المطاف إلى معرفة وجهات
التناول المتشابهة والمتباينة بين ذانك المجالين. توصّلت الدراسة إلى أن علم الدلالة علم عام يتناول اللغات
جميع اً وليس لغة بعينها؛ أما الدراسات البلاغية فتعالج الخصائص الخاصة بعلوم البلاغة العربية؛ فالدراسات
البلاغية أخص، وعلم الدلالة أعم منها. وعلى الرغم من ذلك كله، يتناول علم الدلالة جزء اً من الفنون
البلاغية بوصفها جزء اً من دراسته، والقوانين التي يكتشفها علم الدلالة ستكون قابلة للتطبيق على تلك
الفنون البلاغية. وفي الخاتمة تناول أحد الباحثين مراجعة كتاب مترجم من الإنجليزية لمجلس أوروبا موسوم:
الإطار المرجعي الأوروبي المشترك للغات؛ حيث ترجع أهمية هذا الكتاب لكونه قد صار دستور تعليم
اللغات في أوروبا وفي كثير من دول العالم بما فيها مؤسسات تعليم العربية للناطقين بغيرها؛ وقد توصل
الباحث إلى بعض سلبيات الكتاب المترجم، ومنها: أنه يؤخذ على المترجمين عدم الدقة في مواضع عديدة،
ومن غير المفهوم لماذا تمت الترجمة عن الألمانية؟ وهي أصلا منقولة عن الإنجليزية، ولماذا لم تتم الترجمة من
الإنجليزية مباشرة، وكذلك توصل إلى أن هناك كثيراً من الأخطاء الإملائية، وأنه يؤخذ على الكتاب عدم
إيضاح فكرة نماذج الكفاءة اللغوية في الفصلين الرابع والخامس؛ أما إيجابيات الكتاب فتتمثل في أنه تم تقسيم
استراتيجيات الاتصال والكفايات إلى مكوناتها، ووجود "سلم للكفاءة" يساعد على توحيد معايير التقييم في
المؤسسات المختلفة، ويعتبر هذا الدليل أكثر تفصيلاً مقارنة بالمعايير السابقة له Actfl , ILR ، وتميز الكتاب
بعدد من الملاحق والببلوجرافيات التي تعين الباحثين في فهم موضوع الكتاب وتسمح بالتطوير مستقبلاً.
وأخيراً نتقدم بوافر الشكر والتقدير لعميد كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور إبراهيم
محمد زين على الدعم المتواصل للمجلة معنوياً وتشجيعاً، والشكر موصول إلى هيئة التحرير والمحكّمين
والباحثين الذين أثروا المجلة ببحوثهم القيّمة، وللمصحح اللغوي والمساعد للمجلة الأستاذ أسو صبحي غ ا زئي
الداوودي الذي ساعد على إخراج المجلة بشكلها الفني الرائع، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات، وآخر
دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
رئيس تحرير مجلة الدراسات اللغوية والأدبية
الأستاذ الدكتور عاصم شحادة علي