كلمة العدد - Editorial Words

Authors

  • Asem Ali

Abstract

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة التحرير

اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد أن ترضى، اللهم لك الحمد كالذين قالوا خيراً مما نقول، ولك الحمد كالذي تقول، ولك الحمد على كل حال، اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض، وأنت بكل شيء عليم، وسبحانك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وصلى الله على  سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛

فيصدر هذا العدد الأول لشهر يونيو (حزيران) 2025م، من مجلة الدراسات اللغوية والأدبية؛ حيث نسير على مفترق طرق يذهب بنا إلى آفاق عميقة تتناول اللغة العربية وآدابها؛ إذ إن من خصائص المقالات العلمية اللغوية الموثوقة أن تتناول قضايا حيوية وملحة في اللغة والأدب، ذات علاقة وثيقة بالقراءة والمفكرين والباحثين من جانب الحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية.

تضمنت المقالات اللغوية موضوعات حيوية متنوعة؛ ومنها المقال الأول الموسوم: منزلة التخطيط اللغوي في بناء سوق لغوية عربية خدماتية منافسة في القطاع السياحي: توصيف للراهن ورغبة في المأمول. تتطلع هذه الورقة البحثية الحفر في  وضعية وحالة السوق اللغوية العربية في القطاع السياحي في الجزائر، وأهمية التخطيط اللغوي في إرساء سوق لغوية عربية في المجال الخدماتي والتسويقي، وبيان  العوائق التي تواجه السوق اللغو- عربية في عصر الرقمنة، وتحديد  السياسات الواجب توفرها للتكيف مع التحديات المعاصرة وبلوغ الأمن اللغوي و الاجتماعي  للتمكن من إرساء تنمية سياحية شاملة؛ أما المقال الثاني فعنوانه: أثر الافتراض المسبق في بناء قصة إبراهيم عليه السلام: دراسة تحليلية لآيات سورة الأنبياء؛ حيث بحثت الباحثة في أنواع الافتراضات المسبقة في قصة إبراهيم عليه السلام، والكشف عن أثر هذه الافتراضات في بنية الخطاب القرآني، وتوجيه فهم المتلقي، وخلص البحث إلى أن الافتراضات المسبقة تقنية حجاجية عميقة تسهم في تحقيق الإقناع، وتَرْسيخ المعاني في ذهن القارئ، وتُضْفِي تَمَاسُكاً على النَّصِّ عَبْرَ نَسْجِ الروابط بين أحداث القصة، وتكسب الحوار عمقاً وتأثيراً أكبر في وجدان المتلقي، وتكشف عن المعاني غير المصرح بها، كما يسهم الافتراض المعجمي في إثراء المعاني، وأبان البحث عن  استثمار إبراهيم عليه السلام للاستفهام، والتقديم والتأخير، والحذف بِعَدِّها عناصر استراتيجية وأدوات حجاجية فاعلة؛ وفي المقال الثالث المعنون بـــ: القيمة الخلافية في بناء المصدر الميمي واسمي الزمان والمكان من الفعل الأجوف اليائي؛ إذ هدف البحث إلى دراسة القيم الخلافية الصرفية المتعلقة بصياغة المصدر الميمي، واسمَي الزمان والمكان من الفعل الأجوف اليائي، ويهدف البحث إلى رصد آراء النحاة واللغويين المتقدمين في هذه القضايا، مع تحليل القيم اللغوية والدلالية التي بنوا عليها تفضيلهم لصيغة دون أخرى، كما يتناول البحث أثر القياس والسماع في صياغة هذه المشتقات، وخلص البحث إلى أن الخلاف في هذه المسائل يعكس أثر الدلالة في تحديد نوع الصيغة الصرفية المقصودة، كما يعكس ثراء اللغة العربية ومرونتها، ويؤكد أهمية الجمع بين السماع والقياس لتحقيق فهم أعمق للقواعد الصرفية؛ فالتعدد في الآراء لا يُعدّ ضعفاً في القاعدة، وما هو إلا انعكاس لغنى اللغة العربية، وتفاعلها بين القياس العقلي والنقل السمعي؛ أما المقال الرابع فهو معنون بــ:  استدراكات يحيى بن حمزة (749هـ) النحوية على ابن بابشاذ (469هـ) في كتابه (الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الإعراب)؛ حيث يسعى البحث إلى تسليط الضوء على استدراكات يحيى بن حمزة على ابن بابشاذ في شرحه لكتاب المقدمة المحسبة المسمَّى  الحاصر لفوائد مقدمة طاهر في علم حقائق الإعراب، وقد خلص البحث إلى أن يحيى بن حمزة اتسم في استدراكاته بالاعتدال والنظرة الموضوعية، وإلى تعدُّد أغراض استدراكاته ما بين التصحيح والإكمال والإشارة إلى قول أو معنى أولى؛ وفي المقال الخامس الموسوم: أغراض القصص القرآني وصدق المعلومات: دراسة دلالية، وتهدف الدراسة إلى بيان أغراض القصص القرآنية لإثبات الوحي والرسالة، وتوضيح أغراض القصص القرآني بين الدين الإسلامي والديانات الأخرى، فضلاً عن  بيان أغراض القصص القرآني في تربية المسلمين التربية الصحيحة؛ أما النتائج فبرز أهمها فيما يأتي: أن القصص القرآنية تعتلي مراتب البلاغة والبيان، كما أنها قصص حقيقية ليست ضرباً من الخيال ولا أساطير تحكى عبر الأزمان، بل لكل قصة غرض وحكمة ومعنى، والهدف الأساسي من التصوير الفني هو الغرض الديني؛ وفي المقال السادس المعنون بـــ: تحليل الأخطاء الصوتية في الأسماء العربية في المحادثة اليومية لطالبات الفصل الخامس بمعهد الإخلاص للتربية الإسلامية الحديثة كوننجان، قام الباحثان في دراسة الأخطاء اللغوية في اللغة العربية التي تركز على الأخطاء الصوتية في المحادثة اليومية لطالبات الفصل الخامس بمعهد الإخلاص للتربية الإسلامية الحديثة كوننجان في المسكن. توصل البحث إلى نتائج مهمة، منها: أن الأخطاء الصوتية في الأسماء العربية في المحادثة اليومية بمعهد الإخلاص للتربية الإسلامية كوننجان تنقسم إلى الخطا في الإبدال والحذف والزيادة؛ وأما الأسباب التي تؤدي إليها هي: تأثير اللغة الأولى، واللهجات المحلية، والبيئة اللغوية؛ أما الحلول المقترحة فهي عقد برنامج لتشجيع تعلم اللغة، والتوجيهات والإرشادات من رئيس المعهد ومديره، وفتح المعجم.

أما المقالات الأدبية فتضمنت موضوعات حيوية تتعلق بموضوعات شتى، ومنها المقال الأول المعنون بــ: الاستنجاد والاستغاثة في شعر رثاء المدن الأندلسيّة: دراسة مضمونيّة أسلوبيّة، تناول الباحثان فيه موضوع أدب الاستنجاد والاستغاثة في شعر رثاء المدن الأندلسيّة، ودراسة المضامين والأساليب التي استند عليها الشّعراء في استنجادهم واستنهاضهم للهمم، وذلك بالوقوف على بعض القصائد التي تناولت أدب الاستنجاد والاستغاثة ودراستها بناءً على تلك المضامين، وتوصّلت الدراسة إلى عدة نتائج من أهمها: أن مأساة سقوط المدن كانت عميقة في نفوس النّاس؛ إذ كان تقبّل هذا الواقع أمراً شديد الصّعوبة؛ وقد تجلّى ذلك في الشّعر عبر تناول أسباب السّقوط؛ حيث وجّه الشّعراء اللّوم والعتاب لأهل تلك المدن، محملين إياهم مسؤولية ما جرى، وهذا اللوم كان بمثابة دعوة لتحفيزهم على النّهوض من جديد، والتّصدي للأعداء، والعمل على استعادة مدنهم؛ وفي المقال الثاني الموسوم بــ: تجليات الحكمة والوصف في لامية ابن الوردي، وتهدف الدِّراسَة إلى تسليط الضوء على تجليات الحكمة والوصف في شعر ابن الوردي في اللاميَّة،  كما أظهر البحث أن ابن الوردي اتخذ أسلوباً مميزاً في النصح والإرشاد، دلَّ على مهارته الشعريَّة، فتراه استخدم البلاغة بعلومها الثلاثة، كما بيَّن البحث تأثُّر ابن الوردي بمن سبقوه، مثل: المتنبي، وأبي العلاء المعري، وصالح بن عبد القدوس؛ أما المقال الثالث فهو بعنوان: أنماطُ الحوارِ في الشّعرِ الأردنيّ الحَديثِ: قراءة في نماذج مختارة، وتهدفُ هذهِ الدّراسةُ إلى استجلاء ظاهرة فنية على قدرٍ كبير من الحضور، وهي ظاهرة الحوار الّتي وظّفَها الشّعراءُ بغية إضفاء الرّوح والحيويّة في قصائدهم، وخلصت الدّراسة إلى أنّ للحوار بنوعيه: الخارجيّ والدّاخليّ فاعليته البلاغيّة والدّراميّة في النّصّ الشّعريّ الأردنيّ، وقد أجاد الشّعراء في توظيف هذه التّقنية؛ لصياغة نصّ عميق التّأثير في المتلقي، قادر على نقل ما يريده الشّاعر على نحو فنّي، يكون بعيداً عن التقريريّة والمباشرة، وفي المقال الرابع الموسم بــ: الاستعارة التصورية في شعر أمل دنقل؛ إذ تهدف هذه الدراسة إلى استقراء النصوص الشعرية المختارة من دواوين الشاعر أمل دنقل ومقاربتها معرفياً، ومحاولة استبيان ما فيها من أشكال الاستعارة التصويرية، وكيفية توظيفها توظيفاً فنياً مبدعاً يحقق الانسجام فيما بينها، وخلصت الدراسة إلى اعتماد دنقل في صورته الشعرية على كثير من الاستعارات التصويرية بأنواعها المتعددة التي بدت مادة للفكر لا للغة فحسب، وقد قامت هذه الاستعارات بوظيفتها المعرفية، وأسهمت في نقل تجربة الشاعر وتصوراته الذهنية الثقافية والاجتماعية إلى المتلقي، فكانت الاستعارة جزءاً جوهرياً وثيق الصلة بتصوره ترجمت عبر لغته الشعرية؛ أما المقال الخامس والأخير فبعنوان: التوليد الشعري بين الذكاء الاصطناعي والإنتاج البشري نصوص المتنبي أنموذجاً: دراسة مقارنة، وتهدف هذه الدراسة إلى بيان مدى قدرة الذكاء الاصطناعي في توليد الشعر، ومدى قدرته في التركيز على العناصر الأساسية في الشعر، ومنها العاطفة، والفكرة، والخيال، والموسيقى، واللغة، اعتماداً على المنهج المقارن، وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أهمها: افتقار النصوص المولدة إلى الصور الشعرية المبتكرة والخيال الإبداعي؛ ما جعلها تبدو جامدة وغير متجددة مقارنة بنص المتنبي.

وأخيراً تتقدم هيئة التحرير بجزيل الشكر والتقدير لكل من كان له إسهام فعال أدى إلى إعداد هذا العدد الأول بشكله النهائي، والشكر موصول إلى عميد كلية عبد الحميد أبو سليمان لمعارف الوحي والعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور شكران عبد الرحمن على دعمه المتواصل معنوياً وعلمياً، داعين الله تعالى التوفيق والسداد في الدفاع عن لغة القرآن الكريم دراسة وبحثاً وتطويراً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

رئيس التحرير

الأستاذ الدكتور عاصم شحادة علي

 

 

 

 

 

Downloads

Published

2025-06-22

How to Cite

Ali, A. (2025). كلمة العدد - Editorial Words. مجلة الدراسات اللغوية والأدبية (Journal of Linguistic and Literary Studies), 16(1), 1–4. Retrieved from https://journals.iium.edu.my/arabiclang/index.php/jlls/article/view/1146

Issue

Section

Editorial Words