كلمة العدد/ Editorial Word

Authors

  • ASEM SHEHADEH Salih ali

Abstract

بسم الله الرحمن الرحيم

كلمة التحرير

اللهم لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد أن ترضى، اللهم لك الحمد كالذين قالوا خيراً مما نقول، ولك الحمد كالذي تقول، ولك الحمد على كل حال، اللهم لك الحمد أنت نور السماوات والأرض، وأنت بكل شيء عليم، وسبحانك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، وصلى الله على  سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد؛

فيصدر هذا العدد الثاني لشهر ديسمبر (كانون ثاني) 2023م، من مجلة الدراسات اللغوية والأدبية؛ حيث نسير على مفترق طرق يذهب بنا إلى آفاق عميقة تتناول اللغة العربية وآدابها؛ إذ إن من خصائص المقالات العلمية اللغوية الموثوقة أن تتناول قضايا حيوية وملحة في اللغة والأدب، ذات علاقة وثيقة بالقراءة والمفكرين والباحثين من جانب الحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية، ونتطرق في هذا العدد هذا إلى الدراسات اللغوية في مجال الترجمة، والدراسات التحليلية للنص القرآني، والنص الشعري، والترجمة وتعليم العربية لغير الناطقين بها؛ أما في مجال الدراسات الأدبية فقد تناولنا موضوعات شتى، منها: دراسة في الأسلوبية، والشعر الأندلسي، والشعر الحديث، والشعر القديم.

تضمنت المقالات اللغوية موضوعات حيوية متنوعة؛  ومنها المقال  الأول الموسوم: ترجمة مصطلحات الأدب الرقمي وأدب الذكاء الاصطناعي: دراسة تحليلية؛ إذ يناقش البحث قضية ترجمة المصطلحات المتعلقة بأدب الذكاء الاصطناعي والأدب الرقمي؛ حيث يتتبع المصطلحات والمفاهيم المهمة في الحقل الرقمي، وينظر في عملية نقلها إلى اللغة العربية عبر الترجمة والتعريب. وقد وجد البحث تفاوتاً في منهجيات الترجمة بين الباحثين؛ ما أدى إلى اختلاف ترجمة المصطلح الواحد أحياناً، وإلى الخلط بين المفاهيم أحياناً أخرى. من هنا فضّل بعض الباحثين تعريب المصطلح الغربي، ومحاولة تكييفه لعدم وجود بديل عربي دقيق للمصطلح الغربي؛ أما المقال الثاني فهو بعنوان: جماليات التركيب القرآني وامتداداته الدلالية: قضايا لسانية، يسعى الباحثان إلى توخي جماليات التركيب القرآني وامتداداته الدلالية من خلال المناهج التحليلية لظواهر لغوية في اللسانيات الحديثة لإظهار إتقان ودقة تراكيب القرآن الكريم، وتوصل هذا البحث إلى أن المفاهيم اللسانية التي يمكن استثمارها هو مفهوم التمثيل الصوري، بوصفه تمثيلاً يركز على دراسة العلاقات الرابطة بين مختلف المكونات المشكلة للبنية التركيبية؛ مثل إجراء التقدير والتأويل، ومفهوم التبئير، وتقنية الحذف؛ وفي المقال الثالث المعنون بـــ: الحقيقة الوضعية اللغوية وأثرها في فهم النص القرآني؛  إذ يهدف هذا البحث إلى بيان ركن أساسي في فهم نصوص القرآن الكريم وهو الحقيقية اللغوية، فمن المعلوم بيقين أن لهذا النوع من الوحي (القرآن الكريم) اصطلاحاً خاصاً لا يعرف إلا به ومن قِبله، فالضوابط التي يفهم من خلالها النص القرآني ثلاث حقائق: حقيقة وضعية وهي نوعان؛ وضعية لغوية أصلية، ووضعية لغوية فرعية، وحقيقة شرعية دينية، وحقيقة عرفية اصطلاحية. وانتهت دراسة الباحثين الاثنين إلى أنه لا بد في فهم النصوص القرآنية من اتباع معهود العرب الذين نزل القرآن الكريم بلسانهم فإن كان للعرب في لغتهم عرف مستمر، فلا يصح العدول عنه في فهم النصوص القرآنية، وهذا جارٍ في المعاني والألفاظ والأساليب، وعليه فلا يستقيم للمتكلم في كتاب الله تعالى أن يتكلف فوق ما يسعه لسان العرب؛ أما المقال الرابع فهو معنون بــ:  مظاهر إعجازية في دعائم البلاغة القرآنية: دراسة لنماذج مختارة، وقد ركز الباحثان على  دراسة بعض المظاهر الإعجازية للبلاغة القرآنية مستهدفين دعائمها، ومظهرين براعة اختيار الكلمة القرآنية وإظهار مواطن قوتها في موقعها، وقد خلص دراستهما إلى نتائج مهمة، هي: إن نظم القرآن تميز بحسن التركيب والتأليف، بل إن تراكيبه هي أعلى درجات التركيب، وكلماته وألفاظه كلها هي في أعلى درجات، ولو استبدلنا كلمة من آية كريمة ووضعنا محلها ما نراه أفصح الكلمات المرادفة لما استطعنا أن نأتي بمثل ما كانت عليه من حسن التركيب، وذلك لشدة جمال متانة العبارة التي تعني ربط ألفاظ الجملة القرآنية، فهي مربوطة ببعضها ربطا محكماً لا هَلْهَلَة فيها ولا خلل؛ وفي المقال الخامس الموسوم: الحجاج والتداولية في الخطاب القراني في سورة الكهف، يلقي هذا البحث ضوءاً على سورة الكهف من زاوية التداولية والحجاج، عارضاً أبرز الاستراتيجيات التداولية التي بني عليها الخطاب القرآني في هذه السورة، وقد كشف السلم الحجاجي عن التنامي الطبيعي المنطقي في سير المواقف الواردة في بعض القصص، وتضمن طرحها ومعالجتها خطاباً نفسياً مضمناً للإنسان، يتراوح بين الترغيب والترهيب في الدعوة إلى الإيمان والتسليم، واستنكار الكفر والاغترار بالنعم. وبهذا كله فقد كان النص القرآني على علوه ورفعته قريباً من مدارك الإنسان محيطاً بحاجاته وطرق النفاذ إليه عقلاً وإدراكاً ووجداناً؛ وفي المقال السادس المعنون بـــ: تحليل الدلالة النفسية والاجتماعية للألفاظ والتراكيب في قصيدة العينية للشاعر أبي مسلم البهلاني؛ حيث هدف هذا البحث إلى تحليل الدلالة النفسية والاجتماعية في القصيدة العينية (أفيقوا بني القرآن) للشاعر العماني أبي مسلم البهلاني، وتوصلت الباحثة إلى مدى عناية علماء اللغة بالدلالات التي تحملها الألفاظ المستعملة في اللغة، وبيان مقصوده منها، وقد اتضح من التحليل النفسي وجود الدلالات النفسية المباشرة وغير المباشرة في القصيدة التي تشي عن نفسية الشاعر الغيورة على دينها المتحمسة لنصرته ونصرة أصحاب الحق، فتبين حسن اختيار الشاعر لألفاظ القصيدة وقافيتها الذي تناسب مع نفسيته في استنهاض أمته. ومن التحليل الاجتماعي تكشفت ثقافة الشاعر الدينية المتأثرة ببيئته الاجتماعية من تحليل كلمتي الجهاد والعقاب المناسبتين لغرض القصيدة؛ وفي المقال السابع المعنون بــ: قضايا الانصراف في الخطاب القرآني: دراسة في تحولات الضمائر في التنزيل؛ حيث أشار الباحثان إلى أن  الخطاب أداة من أدوات الانتقال، فإن كان فلا يكون انصرافاً،  كما لا يكون الانصراف إذا تحول الكلام من التكلم إلى الخطاب أو الغيبة  أو من الخطاب إلى التكلم أو الغيبة من الغيبة إلى التكلم أو الخطاب، كصرفه من الإفراد إلى الجمع والعكس، ومن التكلم إلى التكلم من الخطاب إلى الخطاب من الغيبة إلى الغيبة دون انتقال، فإن انتقل من أصله كأن يتحول من التكلم إلى الخطاب أو الغيبة من الخطاب إلى التكلم أو الغيبة من الغيبة إلى التكلم أو الخطاب، لم يكن انصرافاً؛ ولكنه عدول، ومواضع العدول تشمل الالتفات وغيره مما هو من تلوين الخطاب؛ وفي المقال الثامن الموسوم بــ: مقاربات ومفارقات في تعليم اللغة العربيّة للأطفال النّاطقين بها والنّاطقين بغيرها، سعت الباحثة فيه إلى الوقوف على أوجه الاتّفاق والافتراق بين تعليم اللّغة العربيّة للأطفال النّاطقين بها، والنّاطقين بغيرها في ضوء خصوصيّتهم العمريّة، والمعرفيّة، وأهدافهم التعليميّة والتّربويّة من تعلُّمها، كما تطرّقت الدراسة إلى بيان علاقة هذه المقاربات والمفارقات بعمر دارسي اللّغة العربيّة، وأثرها على أهدافهم، وما يترتّب عليها من خصوصيّة المنهاج، والموضوعات، والمحتوى المقدّم لهم، ناهيك عن أساليب التّعليم واستراتيجياته، وخلصت دراستها إلى أن تعليم العربيّة للأطفال النّاطقين بغيرها يختلف عن تعليمها للأطفال النّاطقين بها، ويلتقي في بعض المفاصل المتعلّقة بخصوصيّة المرحلة العمريّة، وأنّ تعليم اللّغة العربيّة للنّاطقين بغيرها حسب العمر منوط بفقر لغويّ؛ لذا من الغبن تسطيحه؛ أمّا تعليم العربيّة لأبنائها على اختلاف مراحلهم العمريّة فمنوط بفقر معرفيّ وإن كان ابن اللّغة.

أما المقالات الأدبية فتضمنت موضوعات حيوية تتعلق بموضوعات شتى، ومنها المقال الأول المعنون بــ: ظاهرة التواتر الأسلوبي في رواية "حكاية بحار"لحنا مينة، فقد سلّطت الباحثة على ظاهرة التواتر الأسلوبي في رواية حكاية بحار، للكاتب العربي حنا مينة دراسة تحليلية بنيوية نقدية هادفة؛ وذلك للوقوف على الفلسفة العامة للتكرار التواتري لبعض التقنيات السردية التي يوظفها الكاتب في عملية نسج نص الرواية، ووجدت الباحثة أن الكاتب كان قد وظف سلسلة من التواترات الأسلوبية التي شكلت تقنيات بنائية تعبيرية كان لها الأثر الملحوظ في تشكيل النص الروائي بأبعاده كافة؛ وفي المقال الثاني الموسوم بــ: شعرية التكرار في قصيدة "هجرتٌ الهَوى أيما هجْرَهْ" لعبد الصَّمد بن المُعّذل: دراسة أسلوبية، فقد سعت الباحث إلى الكشف عن أهمية البنية التكرارية، وأثرها الدلالي في مستويات البناء التركيبي، وتشكيل الصورة الشعرية في القصيدة، ومدى تأثيرها في الحالة الوجدانية، والانفعالات النفسية لدى الشاعر، كما تتناول بالدرس والتحليل موضوع شعرية التكرار وجمالياتها في قصيدة عبد الصمد بن المعذِّل "هجرت الهَوى أيما هجْرَهْ"، وانتهت الدراسة إلى أن التكرار على مستوى التشكيل الصوري الوصفي الحسي للحمى، واستلهام التشبيهات المكررة، والصور القريبة المباشرة مثل ظاهرة أسلوبية في قصيدة الشاعر ابن المعذِّل،كما أنه كشف عن حالة نفسية واقعية كان يعيشها هذا المبدع، ويحاول إبرازه هذا النوع من التكرار؛                                                       أما المقال الثالث فهو بعنوان:  تحليل مشهد حضور القصيدة النثرية في الآداب الأجنبية والعربية؛ حيث يُسلّط البحث الضوء على القصيدة النثرية ومشهد حضورها عالمياً؛ بوصفها نوعاً أدبياً حداثياً يجمع بين الخصائص الأدبية للنثر والشعر، ومن أبرز نتائج الدراسة ولادة نوع أدبيّ جديد يجمع بين خصائص الشعر والنَّثر كان من المنتظر أن يأتي ويكتسب شرعيته، ويفرض وجوده بخاصة في السّاحة الأدبيَّة العربية؛ أما المقال الرابع فهو بعنوان:  تجليات الدّهر وصروفه في شعر الأعمى التطيلي، هدفت هذه الدراسة إلى الإحاطة بتجليات الدهر وصروفه في شعر الأعمى التطيلي، وإماطة اللثام عن الحجّة الرمزيّة التي تمحورت حولها دلالة الدهر في معظم أشعاره، وبلورة صور الدهر التي جاءت في ديوانه حول الرؤى التي بثّها الشاعر، وقد خلصت الدراسة إلى أن التطيلي قد أسقط كل ما هو سبب في معاناته، وما لحق به  من أسى على صروف الدهر، وكشفت الدراسة أن معظم حالات ذكر الدهر في الشعر جاءت للدلالة الرمزية ذات المعادل الموضوعي إبان تلك المقطعات والقصائد الشعرية.

وأخيراً تتقدم هيئة التحرير بجزيل الشكر والتقدير لكل من كان له إسهام فعال أدى إلى إعداد هذا العدد الثاني بشكله النهائي، والشكر موصول إلى عميد  كلية عبد الحميد أبو سليمان لمعارف الوحي والعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور شكران عبد الرحمن على دعمه المتواصل معنوياً وعلمياً، داعين الله تعالى التوفيق والسداد في الدفاع عن لغة القرآن الكريم دراسة وبحثاً وتطويراً، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

رئيس التحرير

الأستاذ الدكتور عاصم شحادة علي

 

 

 

Downloads

Published

2023-12-23

How to Cite

ASEM SHEHADEH Salih ali. (2023). كلمة العدد/ Editorial Word. مجلة الدراسات اللغوية والأدبية (Journal of Linguistic and Literary Studies), 14(2), 1–4. Retrieved from https://journals.iium.edu.my/arabiclang/index.php/jlls/article/view/1069

Issue

Section

Editorial Words