TY - JOUR AU - حاج إبراهيم (Majdi Haji Ibrahim), مجدي PY - 2008/12/01 Y2 - 2024/03/29 TI - التجربة الماليزية في تدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية: دوافعها وآثارها <br> The Motives and Results of the Malaysian Experience in Teaching the Natural and Mathematical Sciences in the English Lan-guage JF - At-Tajdid - Intellectual Refereed Journal JA - At-Tajdid VL - 12 IS - 24 SE - Research and Studies DO - 10.31436/attajdid.v12i24.194 UR - https://journals.iium.edu.my/at-tajdid/index.php/tajdid/article/view/194 SP - AB - <p dir="RTL"><strong>التوطئة:</strong></p><p dir="RTL">ينقسم الناس في مواقفهم نحو تعلم اللغة الإنجليزية واستخدامها ى قسمين: مؤيد ومعارض. فهناك من ينطر إلى تعلم اللغة الإنجليزية نظرة إجلال وإكبار وانبهار؛ لأن الإنجليزية اليوم أصبحت لغة العصر بلا منازع. فهي أكثر اللغات انتشاراً في العالم، وهي لغة التداول الأولى في مجال المعرفة والعلوم والثقافة، ولغة التجمعات السياسية والمنظمات الإقليمية والعالمية في جميع أنحاء العالم، ولغة وسائل الإعلام من صحف وبرامج تلفزيونية وأفلام، ولغة العمالة الحديثة والشركات الأجنبية العملاقة، ولغة الشبكة العنكبوتية حيث تبلغ المواد المكتوبة بالإنجليزية فيه 90% من إجمالي المواد المبثوثة فيها.</p><p dir="RTL">ومن جانب آخر يرى المعارضون أن اللغة تمثل أهم مظاهر الهوية التي تشكل الجوانب الفكرية والثقافية والروحية للمجتمعات الإنسانية، فلا يوجد شعب واع وراغب في التقدم والنهوض يرضى أن يتخلى عن لغته ويضحي بها؛ لأن بها حياته، وسبيل بقائه، ولأنها مظهر هويته وتميزه عن الآخرين. ولذلك فإن الإصرار على استخدام اللغة الإنجليزية في تدريس العلوم في العالم الثالث ليس إلا امتداداً للاستعمار الأجنبي، وتكريساً للعولمة التي تريد جعل العالم بأسره أسيراً وتابعاً للحضارة الغربية عامة والأمريكية خاصة.</p><p dir="RTL">وبناء على هذا الانقسام، وفي ظل تحول العالم اليوم إلى قرية صغيرة تهيمن عليه اللغة الإنجليزية، دعا بعض المسؤولين والقادة السياسيين في دول العالم الثالث، ممن يؤيدون استخدام اللغة الإنجليزية، إلى اعتماد اللغة الإنجليزية في تدريس المواد العلمية في برامجها التعليمية. وكان ممن دعا إلى هذا الحكومة الماليزية التي قدمت في عام 2002م، في أواخر عهد رئيس وزرائها السابق تون د. مهاتير محمد، مشروعاً يدعو إلى استخدام اللغة الإنجليزية في تدريس مواد العلوم والرياضيات في جميع المراحل الدراسية، ابتداءً من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية.</p><p dir="RTL">وقد احتدم جدل واسع في الأوساط الماليزية إزاء إعلان هذا المشروع، حيث أبدى معظم اللغويين الماليزيين من أساتذة الجامعات والمعلمين والتربويين استياءهم ورفضهم للمشروع؛ لأن الشعب الماليزي قد عانى كثيراً عندما كانت الإنجليزية لغة التحصيل العلمي في عهد الاستعمار الإنجليزي، حيث لم يتمكن من الالتحاق بالجامعة في تلك الفترة إلا عدد قليل جداًّ من الملايويين الذين لم يتجاوز عددهم 1% من عدد خريجي المدارس. لكن الحكومة سوغت موقفها بأنها درست المشروع من مختلف جوانبه، مؤكدةً أنها تدخل اليوم هذه التجربة باستراتيجيات مختلفة، ووسائل متطورة، وفي ظروف مغايرة لما كان متوفّراً أيام الاستعمار. وابتداء من عام 2003م، أدخلت الحكومة الماليزية قرار اعتماد الإنجليزية في تدريس العلوم والرياضيات حيز التنفيذ، وبدأ الطلاب في مختلف المراحل الدراسية يتلقون مواد العلوم والرياضيات بالإنجليزية، ولا يزالون حتى يومنا هذا. وعلى الرغم من مرور خمسة أعوام على تنفيذ هذا القرار، إلا أن التربويين لا يزالون يتخوفون من عواقب هذا التجربة ويرونها مغامرة خطيرة غير محسوبة النتائج والآثار.</p><p dir="RTL">يسعى هذا البحث إلى التعرف على دواعي التجربة الماليزية في تدريس العلوم والرياضيات باللغة الإنجليزية، وأهدافها، واستراتيجياتها، ووسائلها، كما يتطرق إلى مناقشة الاعتراضات التي وجهت إليها. وعلى الرغم من قصر عمر التجربة الماليزية في استخدام الإنجليزية في تدريس العلوم والرياضيات، فإن البحث سيحاول الكشف عن بعض النتائج التي تمخضت عنها، ودراسة مدى جدواها، وفرص نجاحها وإخفاقها.</p> ER -