-(من تراث اللّحن في البحر الشامي -كتاب تثقيف اللّسان وتلقيح الجنان لابن مكّي الصقلي (ت501هـ <br> (The heritage of the melody in al-Baḥr al-Shāmiy-The book entitled: Tathqīf al-Lisān wa Talqīḥ al-Jinān by Ibn Makkiyy al-Ṣiqilliyy (d.501H)
DOI:
https://doi.org/10.31436/jlls.v4i1.19Abstract
مقدمة:
لقيت اللّغة العربيّة من الدّراسة والبحث ما أهّلها لبناء أساس صلد متين من القواعد، يواجه أيّ تصدّع في اللّسان. فلمّا نزل القرآن الكريم، ودخل الإسلام غير العرب، واختلطت الألسنة الأعجمية بالعربيّة، بدأ داء اللّحن يدبّ إلى ألسنة العوّام، ثمّ انتقل إلى بعض الخواص. ولكنّ الأدهى والأمرّ هو وصوله إلى قراءة القرآن الكريم، مما عزّز مبدأ تنقية اللغة العربية من اللّحن، وجعل حركة التأليف فيه تنشط؛ لحماية ما بقي فصيحاً سليماً من ألسنة العرب، أو لجبر ما يمكن جبره، فخصّ كلّ عالم كتاباً للحن أهل بلده؛ ليقوّم ألسنتهم ويصوّبها سواء تقدّم عهداً أو تأخّر.
ومن بين هذه المؤلّفات، كتاب (تثقيف اللّسان وتلقيح الجنان) لابن مكّي الصّقليّ، والّذي خصّ به لحن أهل صقلّية – عامّتهم وخاصّتهم – فاخترناه وكتابه ليكونا محوري هذه الدراسة.