Archives

  • Special Issue
    Vol. 13 No. 2 (2022)

  • Vol. 11 No. 2 (2020)

    بسم الله الرحمن الرحيم

     

     

    كلمة التحرير

    الحمد لله الذي علم بالقلم، وعلم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على رسوله المصطفى الذي أنزل عليه القرآن بلسان عربي مبين، وعلى آله وصحبه الغر الميامين.

    نقف في هذا العدد الثاني من مجلة الدراسات اللغوية والأدبية على مفترق طرق يذهب بنا إلى آفاق واسعة للبحث في اللغة العربية وآدابها؛ إذ إن من طبيعة المنشورات العلمية اللغوية الموثوقة أن تتناول قضايا حيوية وملحة في اللغة والأدب تتعلق بالقراءة والمفكرين والباحثين من جانب الحياة الثقافية والاجتماعية والفكرية، وتتطرق إلى الدراسات اللغوية والأدبية في مجال التعليم وتحليل النص والتأصيل للدراسات اللغوية والأدبية.

    هذا العدد هو ثمرة لجهود قامت بها لجنة التحرير عبر مراجعة المقالات، والعمل على اختيار الأنسب منها، بعد تحكيمها من قبل محكمين ذوي خبرة عالية وتخصصات دقيقة، لتحقق هذه المقالات أهداف المجلة التي ترنو إلى تأسيس دراسات لغوية وأدبية تربط بين التراث والمعاصرة، وتملك زمام المبادرة في إبراز هذه الدراسات بمنهجية علمية صارمة، تتضمن موضوعات حيوية فيها تجديد ينهض بالأمة الإسلامية فكريا وثقافيا.

    تضمنت المقالات اللغوية موضوعات حيوية تتعلق بالمعاصرة في مجال الإحساس بالنهاية‘ بين وسيطين: قراءة في المسافة بين الرواية والفيلم السينمائي، وتحلل الدارسة المسافة بين الفيلم والرواية، لتضيء مواطن الاتفاق ومكامن الاختلاف بين العمليْن اعتماداً على منهج السرديات البنيوية وعلى مقولات النقد السينمائي. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن الافتراق بين التجربتين (المقروءة والمرئية) يعود إلى اختلاف المنطلقات في كل منهما، وفِي الشروط الفنية الخاصة التي تحكمهما، وفي أفق التوقعات التي تحدد مجالات تلقيهما؛ وفي موضوع  الحجاج والتأصيل له فقد تناولته الدراسة الموسومة: المبادئ الأخلاقية وتقنيات الحجاج عند الباجي في كتاب "المنهاج"، وخلصت الدراسة إلى القيمة العلمية لجهود الباجي الحجاجية التي تتفق مع جهود منظري الحجاج المحدثين، وإن كان الباجي أسبق زمناً، وأكثر إبرازاً لتفاصيل حجاجية دقيقة، كما هو الحال في حديثه عن المبادئ الأخلاقية، ومبادئ التعاون، والثروة المصطلحية؛ وفي مجال المقاربات الحديثة لدى الغربيين في مجال الدلالة التوليدية، ثمة دراسة بعنوان:  فهم البنية التّصوريّة في المقاربة الدّلاليّة التّوليديّة، توصلت إلى أن مقاربة هذا المبحث بفرضيّة استند جاكندوف في صياغتها إلى هندسة متوازية، يتواجه فيها المكوّن الصوتي مع المكوّن الإعرابي والمكوّن التّصوري، تبدع محتوى القول اللّساني؛ وفي مجال التعليم خلصت دراسة الحَاجَات اللُّغويَّة العربيَّة لضبَّاط الشرطة إلى أن مهارات الاستماع والتحدث والقراءة ذات أهميَّة عالية لدى الضابط؛ بينما جاءت الكتابة في درجة أهمية أقل؛ أما الجانب الصرفي في دلالات المفردات المشهورة والشائعة فكانت في بحث موسوم: الزيادة وأثرها في الاسم المختوم بألف ونون لغير إعراب: دراسة تأصيلية صرفية في مدوّنة "الأدب الصغير" لابن المقفع، وقد خلصت الدراسة إلى بيان الأثر الكبير لأحرف الزيادة في معاني الألفاظ ومبانيها، وما يترتب عليه من أثر إعرابي وما ينشأ عن الزيادة من ظواهر صرفية كالعدول بين الصيغ والاستثقال والإعلال والإبدال في اللفظة الواحدة، مع مراعاة أمن اللبس، ونبهت إلى أن الاختلاف في الحكم بزيادة الألف والنون أو أصالتها مبني على اختلاف العلماء حول تأصيل بعض هذه الألفاظ؛ وفي موضوع التقعيد النحوي في القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، فقد بيّنت الدراسة المعنونة: مصادر التقعيد اللغوي في كتاب سيبويه بين التوظيف والاستدلال أن لاستدلال سيبويه بالمصادر اللغوية أثراً منهجياً واضحاً تجلّى بظهور ملامح علمية في اعتماد أسس القياس والمعيارية في محاكاة الفصيح من كلام العرب، واتسعت بذلك حدود النقاش والتخريجات والتأويلات، وباتت الضوابط اللغوية قوية ترتكز إلى جذور عميقة تفرض نفسها مقياسا دقيقا للفصيح من كلام العرب في القرآن الكريم؛ وفي مجال الأسرار البلاغية للدلالة اللغوية خرجت الدراسة المعنونة: أسرار بلاغية في اعتماد فنِّ المقابلة في الخطاب القرآني  بنتائج مهمة، ومنها: أن فن المقابلة ركن أصيل في المحسنات المعنوية لعلم البديع، وله أنواع كثيرة، وظهرت أسرار بلاغية رائعة إثر استخدامه في شواهد باهرة ذخر القرآن فيها في أغلب سوره البديعة؛ وأخيرا تناولت الدراسة المعنونة بـــ: الأثر الدلالي اللغوي للوقف في القرآن الكريم، الدلالات التي يتطلبها الوقف في القرآن الكريم وعلاقة الوقف بالقراءات القرآنية، وكان من نتائج الدراسة أن أنّه لا بد للوقف أنْ يتفق مع وجوه التفسير الصحيحة، واستقامة المعنى وصحة اللغة، وما تقتضيه علومها، وأنّ القراءات القرآنية تختلف من واحدة إلى أخرى؛ ولذلك فلا بُدَّ من اختلاف مواطن الوقف. ويكون ذلك ضروريًّا للقارئ؛ حيث إنّ تطبيق الوقف يكون تابعًا للقراءة المتلوة؛ إذْ لاختلاف القراءات أثر في الوقوف من ناحية الدلالة.

    أما الدارسات الأدبية فتبدأ بدراسة مقاييس نقد الشّعر عند ميخائيل نعيمة في كتابه "الغِرْبَال": دراسة نقدية، والتي توصل فيها إلى أن  إلى أن نعيمة في مفهومه للشعر قد وازن بين آراء بعض الأقدمين الشكلية، وبين الصفات الجوهرية للشعر، وأن وظيفة الشعر رومانسية؛ أي روحية وإنسانية واجتماعية، وأن لغة المهجريين وأوزانهم الشعرية في تجدد مستمر؛ لأنها مرتبطة بتجدد الأفكار والعواطف. وأن دعوة نعيمة إلى الخروج على عمود الشعر العربي، غَلَبَت عليها الروح الثورية الرومانتيكية، فتحتاج إلى المزيد من التأطير والتأسيس؛ أما الدراسة الأدبية الأخرى فهي موسومة بـــ: التناصّ في شعر محمود الورّاق؛ حيث كان من نتائج الدراسة أن محمود الورّاق استخدم ثلاثة مصادر في التناصّ؛ القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، وأقوال البُلغاء والفُصحاء، ومن حيث أنواع التناصّ، فإنّه استخدم كلا نوعي التناصّ؛ الـمباشر وغير الـمباشر؛ وفي دراسة بعنوان: قصيدة "إرادة الحياة" لأبي القاسم الشابي: دراسة سردية؛ توصل الباحث إلى نتائج مهمة، منها أنّ الشاعر وَافَقَ بين بنية العنوان والعرض السردي، وكان استخدام المكان اللامتناهي أكثر من الأمكنة السردية الأخری؛ وأخيرا الدراسة المعنونة بـــ: أبعاد الخطاب الاجتماعي المعاضد للمرأة في رواية "استقالة ملك الموت" أنموذجاً؛ حيث توصل فيها إلى أن أنّه لا بد للوقف أنْ يتفق مع وجوه التفسير الصحيحة، واستقامة المعنى وصحة اللغة، وما تقتضيه علومها، وأنّ القراءات القرآنية تختلف من واحدة إلى أخرى؛ ولذلك فلا بُدَّ من اختلاف مواطن الوقف.

    وأخيرا تتقدم هيئة التحرير بجزيل الشكر والتقدير لكل الإسهامات التي أدت إلى إعداد هذا العدد بشكله الأخير، والشكر موصول إلى عميد  كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية الأستاذ المشارك الدكتور شكران عبد الرحمن  على دعمه المتواصل، داعين الله تعالى أن يوفقنا جميعاً نحو خدمة لغة القرآن الكريم دراسة وبحثاً وتطويراً. 

    رئيس التحرير

    الأستاذ الدكتور عاصم شحادة علي

     

     

  • Special Issue
    Vol. 9 No. 2 (2018)

1-25 of 33