كلمة التحرير/editorial

Authors

  • عاصم شحادة علي (Asem Shehadah Ali)

DOI:

https://doi.org/10.31436/jlls.v6i1.259

Abstract

الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، وأصلي وأسلم على صفوة خلقه ورسوله محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه الغرّ الميامين. وبعد؛

فقد وصل إلى مجلتنا أوراق كبيرة للنشر فيها، وكان جلّ المقالات التي تم تحكيمها وقبولها بعد التحكيم والتعديل في مجال الأدب وقضاياه، واقتضى هذا أن تكون المقالات الأدبية أكثر مساحة وعدداً من المقالات المتعلقة باللسانيات أو باللسانيات التطبيقية، وقد وصل عدد المقالات في هذا العدد اثنا عشر مقالاً؛ أربعة مقالات في الدراسات اللغوية وثمانية مقالات في الدراسات الأدبية.

بدأ العدد في مجال اللسانيات بمقال موسوم: دلالة مفهوم الموافقة وأثرها في استنباط الأحكام الشرعية لدى الأصوليين، تناول فيه الباحثان نوعاً دلالياً واحداً لتبيين سبل استنباط الأحكام الشرعية عبر استثمار دلالة مفهوم الموافقة عند الأصوليين، وحدّه عند اللغويين والأصوليين، وفي إشكالية تحديد مفهومه. وجدت الدراسة أنّ دلالة المفهوم دلالة خارجية تدرك بمعزل عن دلالة المنطوق، وأنّ ما انتهى إليه الشوكاني هو أنّ مفهوم الموافقة دلالة اللفظ على ثبوت حكم المنطوق والمسكوت عنه سواء أكان المسكوت عنه أولى بالحكم من المنطوق به أم كان مساوياً له؛ وفي الدراسة المعنونة بـــــ: السياسات اللغوية في البلاد المستعمَرة: الاستعمار الفرنسي للجزائر أنموذجاً؛ حيث ذكر الباحث أنّ السياسة اللغوية الاستعمارية في الجزائر لم تكن لغوية فقط، بل كانت تطمح إلى مغانم ترتبط بالهوية؛ لذا رسم الاستعمار الفرنسي سياسة لغوية تقويضية للوضع اللغوي الجزائري المستقر منذ قرون، وكانت العربية تنعم بالتعايش مع كل اللهجات واللغات حتى الأمازيغية منها، وأشار إلى أنّ فرنسا قد اعتمدت في رسم سياستها اللغوية على الساسة وضباط الجيش والمعمريين أو على علماء اللغة واللسانيين الاجتماعيين. توصلت الدراسة إلى أنّ العامية  قد شكلت الخطوط الخلفية للفصحى، وحاولت فرنسا جعل الأمازيغية شوكة في خاصرة الكيان اللغوي الجزائري، وأن السياسة اللغوية التي رسمتها فرنسا للجزائر كان هدفها إحداث تغيير اجتماعي كبير عن طريق الفرنسة؛ أما المقال الذي جاء بعنوان: مهارة الاستماع ومعايير الجودة في التراث العربي فقد تطرق فيه الباحث إلى فكرة إيجابية مهارة الاستماع، وحديث العلماء العرب القدامى عن جودته وبيان معاييره. وبيّنت دراسته أن الاستماع مهارة إيجابية، ومن معايير جودته: إمهال المتكلم حتى ينتهي من الكلام، والإقبال نحوه، والوعي لما يقوله، والإصغاء لكلامه؛ وفي المقال المعنون: النقوش النبطية وعلاقتها بقواعد النحو العربي: دراسة وصفية الذي هدفت فيه الباحثة إلى مراجعة تاريخ وضع النحو العربي وأصوله؛ وتفترض الدراسة فيه أن قول المستشرقين بأن اللغة العربية تشكلت بعد بعثة رسول الله ﷺ قول غير سديد؛ لأن هذه اللغة كانت موجودة قبل الإسلام في لهجات العرب التي استخدموها منذ القدم في وادي الرافدين والجزيرة العربية. وقد توصلت الدراسة إلى عدم تأثر النحو العربي بالثقافات الأخرى؛ لأنّ القياس قد ورد في آيات القرآن الكريم وفي النثر والشعر العربي، وهناك بعض نماذج اللغة النبطية القديمة التي كانت دليلاً على أن ما وضع من اللغة العربية وقواعدها كان من ابتكار العرب وليس من غيرهم.

أما الدراسات الأدبية فبدأت بالمقال المعنون: الرؤية المأساوية في شعر المعري: قراءة نقدية جديدة؛ إذ أشار الباحثان إلى مكونات الرؤية المأساوية في شعر أبي العلاء المعري، وانطلقت دراستهما من تسآل يدور حول سجن أبي العلاء المعري في ثلات أيقونات تتمثل في فقدان البصر، ولزوم البيت والبقاء فيه، وارتباط الجسم بالخبيث، والمنطلق الثاني كان حول قسوة المعري على الأحياء والأموات في لزومياته، وخوفه على الأحياء الذين ظلموا الموتى. توصلت الدراسة إلى أنّ قراءة البنية الدلالية لشعر أبي العلاء من منظورها الشمولي، أمر مكن من صياغة رؤيته للعالم التي عبرت عنها البنية المتفاعلة، وأنّ مأساة المعري ناتجة من رفضه كل مساومة وقبوله الواعي للموت بوصفه إمكانية للبقاء، وأنّ المرحلة السياسية والاجتماعية المضطربة التي نشأ فيها المعري تشكل مكونات أساسية لرؤيته المأساوية للعالم؛ وفي دراسة أخرى حديثة معنونة بــــ: قراءة في بنية الإنشاء الطلبي: أشعار محمود درويش نموذجاً، ذكر فيها الباحث أنّ القراءة تسعى إلى دراسة بنية الإنشاء الطلبي بوصفها ظواهر أسلوبية متعددة ومتنوعة ذات دلالة متحولة؛ وجد الباحث أنّ عملية تأجيل المعنى سمة شعرية متأصلة وممتدة الجذور في خطاب محمود درويش الشعري، وتحاول القراءة الواعية إظهار بنية الإنشاء الطلبي إظهاراً كلياً أو جزئياً، تبعاً للسياقات النصية؛ أوامره ونواهيه وتساؤلاته، وأنّ التعامل وهذه الظاهرة التعبيرية ليؤكد على حقيقة التعالي التي يتسم بها خطاب درويش تجاه المتلقي من جهة، وشده إليه من جهة أخرى؛ إذ مقتضى الأمر أو الاستفهام أن يكون المبدع صاحب سلطة توجيهية؛ وفي دراسة عنوانها: الرثاء في شعر محمد سعيد الكهربجي: موضوعاته وخصائصه  أبرز فيها الباحث أنّ الشاعر الكهربجي  قد حافظ على المعاني التقليدية للرثاء، ولَوَّن مراثيه بألوان تعبر عن عصره وما يعتمل فيه من القضايا السياسية والاجتماعية، وتحول الرثاء -عنده- من بكاء وعويل إلى أداة تستنهض الهمم الخائرة، وتبعث الأفئدة الميتة، كذلك اتكأت مراثيه على تقنيات فنية، منها: أسلوب المقابلة والثنائيات الضدية. وتميزت لغته بالسهولة والبعد عن التكلف، وحافظت موسيقاه على صحة الوزن، وتَمَكُّن القافية، وتنوعت صوره وتعددت مصادرها، والتزمت مطالع قصائده بما قرره النقاد. ومما يؤخذ عليه تكراره للمعاني والصور، فكان إذا أعجبه معنى أبدعه، أو بهرته صورة اخترعها عمد إلى تكرارها لدرجة تصيبك بالملل؛ وفي الدراسة التي بعنوان: عيسى أَلَبِيْ أَبو بكر النّيجيرِي: صوت التجديد في الشّعر العربي اليَورُباوِي، بيّن الباحث فيها أنّه منذ أن شقّت الحداثة الطريق إلى الأدب العربي وإلى الشعر بالذّات، ظلّ تيّارها يجتاز آفاق البلدان التي راجت فيها بضاعة الأدب العربي، بما فيها نيجيريا؛ حيث يوجد شعراء بكمٍّ ضئيل في طليعتهم عيسى أَلَبِي أبو بكر الذي كان حلقة الوصل للأصالة والمعاصرة في أبهى صورها. وقد توصل البحث إلى نتيجة مفادها أنّ الشّاعر يُمارس مهنتَه الشعرية مُراوحاً بين المدارس الأدبية الثّلاث: الكلاسيكيّة والرومانسيّة والواقعيّة؛ وتطرق البحث الآتي موضوع الشعر في التراث العربي، وهو بعنوان: صورة هارون الرشيد في شعر العصر العباسي الأول؛ حيث رأى أنّ الشعر الذي قيل في هارون الرشيد يُعد وثيقة تاريخية صادقة على عصره المزدهر. توصلت دراسته إلى أنّ شخصية هارون الرشيد كانت دائماً –ولا تزال– موضع جدلٍ بين المغالين في مدحه وبيان محاسنه، وبين المفرطين في ذمه وتعداد مثالبه، وأنّ هارون الرشيد كان محاطاً بكوكبة نيرةٍ من شعراء العصر العباسي الأول الذين بالغوا في مدحه ورفع مكانته، وأنّ مجموع الأشعار التي قيلت في هارون الرشيد تُعدّ حقاً وصدقاً لامعلماً وثائقياً ومنبعاً تاريخياً تستمد منها الحقائق حول هذه الشخصية الجدليَّة، وأنّ أهم مصادر الإلهام التي أوحت لشعراء البلاط الرشيدي هو الإبداع الذي حققوه في رسم صفات الخليفة هارون الرشيد؛ وفي دراسة عن المرأة وإبداعاتها قديماً وحديثاً بدأت الدراسة: مكانة المرأة وإسهاماتها في الأدب العربي القديم بمسيرة المرأة، ومكانتها ودورها عبر العصور القديمة، بدءاً من العصر الجاهلي، ومروراً بالعصر الإسلامي والأموي، وانتهاء بالعصر العباسي؛ حيث أدّت المرأة دوراً مرموقاً ومشهوداً لها منذ فجر بزوغ تاريخ الأمة العربيّة، وقد شهد لها الكثير من الباحثين والمؤلفين والكتّاب بتفوقها في هذا المجال الحيوي. وفي تلك العصور القديمة من تاريخ الأدب العربي كانت مشرّفة ومنيرة وبهية، وجديرة أن تعاد صياغتها بشكل يليق بها وبمكانتها لتحتل مكانة الصدارة في تاريخ الأمة العربيّة؛ أما إسهامات المرأة في العصر الراهن فقد تناولتها الدراسة المعنونة: ظـاهرة التـمرد في الكـتابة النـسائية: مظهر للإبـداع الأدبـي الحـديث؛ حيث بحثت في ظاهرة التمرد في كتابات المرأة بوصفها من مظاهر الإبداع الأدبي الحديث، ووفي محاولة أشكال التحرير والتمرد ضد أول بناء لكتابات المرأة الأدبية وخصائصها. من النتائج المهمة أنّ جنوح المرأة الكاتبة العربية التي سلكت مسلك التحرر السلبي المبالغ في رد الفعل حوله، أساءت للأدب النسائي من حيث أرادت الإصلاح، وهذا ما جعلنا نشعر أن الوعي النسائي اليوم لا يزال يحبو على أربع، وحريم فاطمة المرنيسي الذي يجعل من حمامات مدينة فاس فضاءات للثرثرة الفارغة ومضغ الكلام، لا يختلف كثيرًا عن حريم الصالونات العصرية في وقتنا الحاضر، وأنّ قتامة الصورة ليست إلى هذا الحد في الواقع، فمن زوايا نظر أخرى، انبرت أقلام نسائية تيسر لها من عمق الفهم للمسألة ما مكنها من الدفاع المثمر عن قضية المرأة، بعدما اتخذت التخلف والجهل عدواً، وسندها في ذلك الرجل وشقيقاتها النساء، فأحسنت القول وهي على هذا الدرب النضالي مازالت مستمرة؛ وفي دراسة عن الدراما العربية المعاصرة بحث المقال الموسوم: لحظة ملحمية في سياق الكتابة الدرامية: دراســـــة لنمــــاذج مسرحـــية عـــــربية في الدراما  في الأشكال الأدبية التي ترتقي إلى مستوى الحركية، وهي جنس أدبي يعبر على مستوى من النضج وارتقاء التجربة الأدبية، ولذا لم تعرفه الثقافة العربية إلا بما هو دخيل على الأشعار الغنائية الضاربة في تاريخ ماقبل الإسلام، وهو ما دفع إلى تنوع الدراسة حول هذا الموضوع وبأبعاد مختلفة. من نتائج الدراسة: أنّ حاجة مسرحنا إلى التراث لا تتعلق بنفض الغبار عنه وترميم بدائيته كما يفعل المؤرخون وأصحاب المتاحف، إنما ترتبط هذه الحاجة -عضوياً- بدراسته وتقييمه بعمق واكتشاف عناصره الجوهرية التي مازالت حية وتحتفظ بقدرات العطاء والتأثير والتفاعل مع حركة وجدلية واقعنا الراهن باتجاه التغيير والتقدم.

أخيراً أقدم الشكر والتقدير لكم من أسهم في إخراج هذا العدد بدءاً من عميد كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية الأستاذ الدكتور إبراهيم محمد زين على تشجيعه المستمر للعمل قدماً إلى الأمام، ولهيئة التحرير والمراجع اللغوي والمساعد الجديد للمجلة عبد الحليم سامي، والحمد لله أولاً وآخراً.

Downloads

How to Cite

(Asem Shehadah Ali) ع. ش. ع. (2015). كلمة التحرير/editorial. مجلة الدراسات اللغوية والأدبية (Journal of Linguistic and Literary Studies), 6(1). https://doi.org/10.31436/jlls.v6i1.259

Issue

Section

Editorial Words